❊ الشعب الذي تمكن من دحر أعتى قوة استعمارية قادر على مواجهة التحديات ❊ خطوات معتبرة تم قطعها للحفاظ على ذاكرتنا الوطنية في انتظار خطوات أخرى ❊ الحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة مهما كانت الظروف ❊ التركيز مستقبلا على تعزيز النسيج الصناعي الوطني وتطوير الصناعات العسكرية ❊ التزام بمواصلة تطوير الجيش الوطني الشعبي بالرفع من قدراته القتالية وجاهزيته العملياتية دعا رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني عبد المجيد تبون، الشعب الجزائري إلى لمّ الشمل ورصّ الصفوف وتوحيد الجبهة الداخلية في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ البلاد، من أجل كسب معركة التجديد، "وكسب الرهانات وتحقيق تطلعاتنا وغايتنا المنشودة في جزائر قوية، شامخة وآمنة مثلما أرادها شهداؤنا الأبرار". أعرب رئيس الجمهورية في افتتاحية مجلة الجيش لشهر جويلية الجاري بعنوان 'التماسك الاجتماعي ركيزة المواطنة الحقة''، عن قناعته بأن الشعب الجزائري "مثلما تمكن بالأمس من دحر أعتى قوة استعمارية واستعادة السيادة الوطنية، قادر اليوم على مواجهة كل التحديات وتجسيد الجزائر الجديدة على أرض الواقع". وسجل رئيس الجمهورية بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، فخره واعتزازه بهذا اليوم الذي "سيبقى إلى الأبد راسخا في ذاكرتنا الجماعية"، مذكرا بأن هذا التاريخ يعد تتويجا لنضال الشعب الجزائري وكفاحه المرير والمستميت طيلة أزيد من 130 سنة، "استبسل خلالها في المقاومة والدفاع عن أرضه وعرضه وفجر ثورة مظفرة تظل مثالا للكفاح من أجل التحرر". كما توقف في هذا الصدد، عند المرحلة التي تلت الاستقلال مباشرة، مشدّدا على أنه "لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يغيب عن أذهاننا الوضع المزري الذي كانت عليه بلادنا غداة الاستقلال، على كل الأصعدة ومن دون استثناء"، ليخص بالذكر حرمان السواد الأعظم من الجزائريين من التعليم. وقال إن ذلك "لم يمنع الشعب الجزائري من مواجهة هذا الوضع ورفع تحديات كبرى في ظرف سنوات قليلة"، مضيفا أن "ذلك أدى إلى سقوط آمال الاستعمار الذي راهن على شلّ قدرة بلادنا على تسيير الشؤون العامة والشروع في مرحلة البناء التي لا تقل أهمية عن معركة التحرير". وأوضح الرئيس تبون أن معركة التشييد التي جاءت بعد ذلك شكلت تحديا آخر للشعب الجزائري الذي تبقى الإنجازات والمكاسب التي حققها في هذا الإطار "شاهدة على الإرادة الفولاذية التي تحلى بها لمحو آثار ومخلفات الاستعمار البغيض". ملف الذاكرة واجب وطني مقدس بخصوص ملف الذاكرة الوطنية الذي شكل أحد الالتزامات 54 التي كان قد تعهد بها أمام الشعب الجزائري، ما عكس الاهتمام البالغ الذي يوليه لها، أكد رئيس الجمهورية أن هذه المسألة التي هي "من صميم انشغالات الدولة، تبقى أبعد ما تكون عن العمل المرتجل أو التي تمليها ظروف معينة"، مذكرا مرة أخرى بأنها "واجب وطني مقدس". وقال رئيس الجمهورية بهذا الخصوص إن "خطوات معتبرة" تم قطعها في الفترة السابقة، في سياق "الحفاظ على ذاكرتنا الوطنية، في انتظار تجسيد خطوات أخرى". وذكر في سياق ذي صلة بمسعى التقويم الشامل الذي كانت قد شرعت فيه الجزائر "بكل عزم"، قبل أكثر من سنتين والقائم على خطوات "متأنية ومدروسة بعناية، قصد إعادة المصداقية والثقة لمؤسسات الدولة". كما استعرض بالمناسبة، مختلف الجهود التي تم بذلها خلال هذه الفترة من أجل رفع التحديات على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. وكتب في هذا الصدد، يقول، "مثلما سبق والتزمنا به أمام شعبنا غداة انتخابنا رئيسا للجمهورية، استكملت بلادنا بناءها المؤسساتي لتتفرغ للشأن الاقتصادي"، مبرزا "الإصلاحات التي تم تبنيها بغاية إنعاش الاقتصاد الوطني عبر تسريع التنمية وتنويع الصادرات خارج المحروقات". وأضاف الرئيس تبون أن هذه الخطوة تأتي في إطار الالتزام الآخر الذي كان قد أعلن عنه بالحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة "مهما كانت الظروف"، تماشيا مع بيان أول نوفمبر. وخصّ بالذكر إقرار منحة البطالة التي استفاد منها أزيد من مليون شاب جزائري كحل ظرفي في انتظار توفر فرص عمل تمكنهم من ولوج عالم الشغل وهو "ما سيأتي حتما، كنتيجة للسياسة المنتهجة في مجال التنمية الاقتصادية"، يضاف إلى ذلك الإجراءات التي تصب في خانة تحسين القدرة الشرائية للجزائريين من خلال رفع رواتب الموظفين "في حدود ما تسمح به الإمكانيات المادية للبلاد". إشادة بالدور الفعّال والريادي للجيش الوطني الشعبي كما حرص رئيس الجمهورية على الإشادة بالدور "الفعّال والريادي" للجيش الوطني الشعبي في مجال إعطاء دفع للصناعات الوطنية عبر المساهمة بفعالية في المجهود الوطني لترقية وتطوير الاقتصاد الوطني. ولفت في هذا السياق، إلى أنه سيتم التركيز في المرحلة القادمة على "تعزيز النسيج الصناعي الوطني وتطوير الصناعات العسكرية على نحو يمكن من استحداث مناصب شغل لشبابنا والتوجه للتصدير بعد تلبية احتياجات السوق الوطنية". وبعد أن وجّه تحياته الخالصة الى مستخدمي القوات المسلحة التي "تسهر دون هوادة على حماية حدودنا المديدة ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة"، جدّد الرئيس تبون تعهده بمواصلة مسار تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي من خلال "مواصلة تنفيذ برنامج تطوير قواتنا ومن ثم الرفع من قدراتها القتالية وجاهزيتها العملياتية من أجل مواكبة المستجدات التكنولوجية المتسارعة". وخلص رئيس الجمهورية إلى التذكير أنه "بالنظر إلى المكانة المرموقة التي يحظى بها الجيش الوطني الشعبي في وجدان الأمة والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتزعزع، بل تزداد متانة. ونظرا لمكانته الريادية ضمن مؤسسات الدولة والجهود المضنية التي بذلها لمنع انهيار الدولة خلال سنوات التسعينات والحفاظ على أمانة الشهداء وإرساء موجبات الاستقرار والأمن الوطني"، ستحتفل الجزائر في الرابع من أوت المقبل باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، بعد أن كان قد رسمه بمناسبة زيارته الأخيرة إلى مقر وزارة الدفاع الوطني إحياء لذكرى تحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي بتاريخ 4 أوت 1962.