يسجل سوق الرحمة للأدوات المدرسية ببلدية بومرداس، هذه الأيام، إقبالا كبيرا لا سيما بعد عودة المتمدرسين إلى مقاعدهم، وهو ما جعل القائمين عليها يصفون التجربة بالناجحة تماما، مثل العارضين الذين أكدوا، من جهتهم، بلوغ كل الأهداف المسطرة. والأكثر من ذلك، المساهمة في التضامن الاجتماعي، من خلال تمكين بعض المعوزين من الحصول على الأدوات المدرسية والكتب بصفة مجانية. كما سمحت مختلف الخرجات الميدانية اليومية لمديرية التجارة في هذا الإطار، برفع ملاحظات بخصوص الوفرة وتنافسية الأسعار، فيما تم فتح سوق أخرى مشابهة ببلدية برج منايل، لنفس الأهداف. اتفق جل العارضين المشاركين بسوق الرحمة للأدوات المدرسية الجارية فعالياتها بطريق محطة القطار ببلدية بومرداس، على التأكيد على أن هذا الفضاء التجاري التضامني، قد حقق الأهداف المسطرة من خلال عدة معطيات، أهمها الإقبال الكبير من أرباب الأسر، على اقتناء مختلف الأدوات المدرسية، بفضل الأسعار المنخفضة المطبقة هناك، والوفرة التي ساهمت، بشكل كبير، في تمكين الزبائن من شراء كل المستلزمات في مكان واحد، بما في ذلك المحافظ وحقائب الظهر والكتب المدرسية وحتى شبه المدرسية، مما ساهم في ربح الوقت والجهد. رأس المال الحقيقي هو مساعدة ذوي الدخل المحدود تحدثت "المساء" بالسوق المذكورة، إلى ممثلة علامة "ماك-بيرو" المستوردة للأدوات المدرسية المشاركة من بلدية أولاد هداج، التي قيّمت تجربة المشاركة في السوق، ب "الجيدة جدا"، موضحة أنها أول مرة تخوض فيها هذه العلامة تجربة البيع المباشر، ما سمح لها برفع ملاحظات من الزبائن. كما أكدت محدثتنا أن التفاعل المباشر مع الزبون يبقى أحسن وسيلة لتقييم وزن المنتوجات المقترحة على الزبائن، سواء في مجال الكراريس والأوراق، أو الأقلام... مضيفة أن تزويد الجناح يكون مرتين في الأسبوع أحيانا، وهذا بفضل الإقبال الكبير من الجمهور، مضيفة أن "هذه التجربة القيمة" سمحت لها بتسجيل ملاحظة إيجابية من قبل الزبائن ممن قدّموا شكرهم للعلامة، بفضل الأسعار المنخفضة المطبّقة. وفي سياق متصل، أكد بلال ممثل مكتبة "الرمال" المشاركة في السوق من بلدية بودواو، أن الهدف من المشاركة في هذه التظاهرة، تم بلوغه بكل المقاييس؛ يقول: "لا مجال للمقارنة بين سوق الرحمة هذه ببومرداس والمكتبة ببودواو، بالنظر إلى الإقبال الكبير المسجل هنا بالسوق...". ويواصل محدثنا شرحه مشاركته في سوق الرحمة، بأنها تجربة أولى من نوعها، هدفها الأول البيع بالتخفيض، وهو ما يجري العمل به منذ أول يوم من الافتتاح. وأوضح أن نسبة التخفيض تتراوح بين 10 و35 ٪، حيث تتعلق نسبة التخفيض ب 10 ٪ بالنسبة للكراريس بالنظر إلى ارتفاع أسعار الورق عالميا، كما إن هامش الربح لا يتعدى 3 دنانير. أما التخفيض ب 20 ٪، فيخص الأقلام وأنواع السيالات، حيث وصل الأمر إلى بيع 10 سيالات جافة ب 50 دج، حسب ما لاحظت "المساء" بنفس الجناح، بينما طُبق تخفيض ب 35٪، على أقلام التلوين حسب النوعية. وأكد بلال في هذا الصدد، أن فاتورة البيع في المكتبة خلال يوم، تصل إلى 50 ألف دينار، وهي أحسن بكثير في فاتورة 100 ألف دينار بسوق الرحمة. والسبب يعود حسبه إلى هوامش الربح المطبقة بالمكتبة، والتي قد تنعدم تماما بسوق الرحمة. ورغم ذلك لم يبد أي امتعاض من التجربة، بل قال إن رأس المال الحقيقي في مثل هذه التظاهرات، هو "مساعدة الزوالي". سوق الرحمة.. ترسم صورا للتضامن والتكافل الاجتماعي وبدوره، أكد محمد ممثل مكتبة "الآفاق" الكائنة ببلدية برج منايل، المشارك، هو الآخر، في سوق الرحمة بعرض الحقائب المدرسية، أن المشاركة في مثل هذه التظاهرة التجارية ذات الهدف التضامني، هو، في حد ذاته، هدف قيّم. ويشرح ذلك: "المساهمة في تقليل بعض الضغط المادي عن الأسر محدودة الدخل من خلال تخفيض الأسعار..."، حيث عُرضت بالجناح حقائب تتراوح أسعارها ما بين 1000 و2500 دج حسب الفئات العمرية، الأمر الذي ساهم في تسجيل إقبال كبير من قبل الزبائن، مضيفا أن سوق الرحمة للأدوات المدرسية، قد جعلت العارضين يساهمون في التضامن الاجتماعي بشكل مباشر. وفي سياق متصل، أكد ممثل مؤسسة الهلال للصناعة والتجارة، أن سوق الرحمة هذه ولئن كانت تظاهرة تجارية بالدرجة الأولى، إلا أن لها أبعادا اجتماعية وإنسانية كبيرة، حيث سمحت له بأن يكون همزة وصل بين بعض المواطنين ممن تقدموا من الجناح وعرضوا بعض الكتب المدرسية المستعملة، علها تجد بعض التلاميذ بحاجتها، بينما فضل آخرون شراء بعض الأدوات المدرسية، لا سيما الكراريس، وتركها بالجناح، من أجل التبرع بها لمن يحتاجها. وكل ذلك جعل محدثنا يؤكد على التكافل بين أفراد المجتمع، كقيمة إنسانية، تظهر، خصوصا، في مناسبات مختلفة. جناح الكتاب المدرسي وفّر عناء البحث طويلا ومن بين المشاركين في سوق الرحمة للأدوات المدرسية، مركز التوزيع والنشر البيداغوجي الكائن مقره ببلدية تيجلابين ببومرداس، الذي يُعتبر نقطة تزويد كل النقاط المعتمدة لبيع الكتاب المدرسي، المقدر عددها بأزيد من 60 نقطة بيع معتمدة، حيث يسجل الجناح إقبالا كبيرا من أولياء الأمور، بهدف اقتناء مختلف الكتب المدرسية للأطوار التعليمية الثلاثة، وذلك منذ أول يوم لافتتاح السوق، حسب ما أكد الباعة بنفس الجناح، موضحين أن الضغط يُنتظر أن يستمر خلال أيام العودة الرسمية إلى المدرسة، إلى نهاية الشهر الجاري. وقد لاحظنا أثناء قيامنا بهذا الاستطلاع، الضغط الكبير من قبل الأولياء لاقتناء الكتاب المدرسي، فمنهم من تقدم بقائمة خاصة بالكتب حسب سنوات تمدرس الأبناء، وبعضهم قدم أكثر من قائمة، فاسحا المجال أمام الباعة لتحضيرها في هدوء، على أن يعود الوالد، مجددا، لأخذها، فيما كان آخرون يبحثون عن عنوان معيّن. أما عن الكتب فكل العناوين متوفرة بما فيها كتاب الإنجليزية للسنة الثالثة ابتدائي الذي يباع ب 180 دج، بينما وصل في أسواق موازية إلى 400 دج، علما أن أسعار الكتب المدرسية مسقَّفة. كما أوضح محدثونا من الباعة بنفس الجناح، أن كتب الأنشطة للابتدائي تُعد من أكثر الكتب طلبا، مشيرين إلى أن للمركز المذكور نقاط بيع أخرى مشابهة بكل من بلدية زموري بجوار البلدية، وببلدية أولاد موسى بجوار دار الشباب، بينما هناك نقطة بيع ثابتة على مدار السنة، بمتوسطة رحيل ببلدية بومرداس. تجربة ناجحة.. وفتح سوق آخر ببرج منايل وفي نفس الموضوع، أكد خالد عميرة رئيس مصلحة ملاحظة السوق والإعلام الاقتصادي بمديرية التجارة لولاية بومرداس، مقيّما سوق الرحمة للأدوات المدرسية، أن هذه التظاهرة التجارية التضامنية كانت "ناجحة على كل المستويات"، مضيفا أن جل الخرجات اليومية لمصالحه لملاحظة الأسعار ونوعية المنتوجات المعروضة، أفضت إلى تسجيل عدة ملاحظات إيجابية، أهمها كون الأسعار المطبقة معقولة على جل الأدوات المدرسية، سواء الكراريس التي عرفت زيادة ملحوظة بسبب ارتفاع أسعار الورق عالميا، أو غيرها من الأدوات، حيث أكد عميرة أن هذه السوق ساهمت بشكل كبير، في استقرار الأسعار، إذ أحدثت تنافسية ملحوظة ما بين المكتبات والقرطاسيات، وهو ما أدى إلى الاستقرار في الأسعار. كما رفعت "المساء" ملاحظة أخرى تخص نوعية المواد التي تمت مراقبتها، حيث كانت كلها مطابقة للمعايير المعمول بها في هذا المجال، ناهيك عن ملاحظة الوفرة في مختلف الأدوات المدرسية بما في ذلك الكتاب المدرسي. وجعل كل ذلك يؤكد محدثنا النتيجة النهائية لسوق الرحمة للأدوات المدرسية في طبعتها الأولى لسنة 2022، إيجابية. ومن جهة أخرى، لفت خالد عميرة إلى تدارك بعض النقائص بنفس السوق في طبعات لاحقة، ومنها توفير فضاء عرض أرحب، مشيرا إلى اختيار طريق محطة القطار ببلدية بومرداس. ولئن كان صائبا لكونه يتوسط البلدية ويسهل الوصول إلى السوق، إلا أن المكان لم يتسع لكل العارضين، الذين أبدوا رغبة في المشاركة. ويمكّن فضاء العرض الرحب، من مشاركة عدة تجار، وبالتالي استحداث مزيد من المنافسة، وكله في صالح المستهلك، حيث أشار عميرة إلى الرغبة في إشراك تجار الملابس الجاهزة للأطفال، حتى تؤدي السوق معناها الحقيقي. لكن فضاء العرض كما ذكرنا حال دون ذلك... ورغم ذلك إلا أن سوق الرحمة كتجربة أولى، كانت ناجحة، بدليل فتح سوق مماثلة ببلدية برج منايل، وبالضبط بالمدخل الغربي للمنطقة الصناعية لبرج منايل على الطريق الوطني رقم 12، بمشاركة عدة متعاملين، ولنفس الأهداف التضامنية والاجتماعية.