مبادرة اجتماعية تحمل أبعادا تضامنية يشهد معرض بيع الأدوات المدرسية الذي بادرت إليه مديرية التجارة لبومرداس إقبالا واسعا للعائلات لاقتناء ما يلزم من مستلزمات لأطفالهم المتمدرسين أياما قليلة قبل انطلاق الموسم الدراسي الجديد، حيث استحسن الكثير من الأولياء الذين تحدّثت إليهم «الشعب» هذه المبادرة، والتأكيد على «أنّ أسعار الأدوات المدرسية معقولة جدا مقارنة مع ما هو متداول في المكتبات». بدأت حمى الدخول المدرسي الجديد ترتفع لدى الأولياء بدون استثناء هذه السنة بسبب صدمة أسعار المواد المدرسية التي تم الكشف عنها مع اقتراب انطلاق الموسم الجديد كغيرها من المواد الاستهلاكية الأخرى، وذات الاستعمال اليومي التي تضاعف سعرها في السوق، مقابل تدني القدرة الشرائية للمواطن وارتفاع تكاليف الحياة اليومية، وهو ما جعل العائلات الجزائرية تبحث عن حلول معقولة ومخارج ممكنة بأقل الخسائر في مواجهة مثل هذه المناسبات الاجتماعية التي قد تأتي على آخر المدخرات في حالة عدم التفكير بروية وترشيد عملية الاستهلاك. ولمواجهة مثل هذه المواقف الصعبة للأولياء والعائلات متوسطة الدخل والمتدنية خلال كل مناسبة اجتماعية مهمة كشهر رمضان الفضيل، بدأ التفكير في تعميم تظاهرة أسواق الرحمة من قبل مديرية التجارة، وبعض الشركاء الاقتصاديين لتشمل باقي المناسبات الهامة منها الدخول المدرسي، الذي تحول الى هاجس كبير للأولياء أمام الارتفاع الكبير لأسعار المواد المدرسية مقارنة مع الموسم الماضي، خاصة وأن مثل هذه التظاهرات بدأت تلقى إقبالا وتجاوبا كبيرا من قبل المواطنين لتخفيض فاتورة المصاريف ولو بنسبة قليلة، حسب تصريحات المواطنين. ستون دينارا فارقا في بعض الكراريس على الرغم من قلة عدد العارضين الذين يمثلون في الغالب مؤسسات جزائرية منتجة لمواد وأدوات مدرسية بجودة مقبولة وتنافسية، وبعض المكتبات المتخصصة في بيع مثل هذه المستلزمات، إلا أن الإقبال عرف تزايدا من يوم إلى آخر من قبل الأولياء، خاصة لدى بعض الباعة الذين احترموا معايير الأسعار المعمول بها في نقاط البيع بالجملة، ومراعاة القدرة الشرائية للمواطن، خصوصا وأن المناسبة تحمل رمزية خاصة لدى الأطفال وأوليائهم، الذين يرغبون في إدخال الفرحة لأبنائهم وهم يستقبلون الموسم الدراسي الجديد. وفي دردشة قصيرة مع بعض الأولياء الذين صادفتهم «الشعب» في المعرض، كان الإجماع واضحا على عقلانية الأسعار مقارنة مع ما هو معروض بالمكتبات والوراقات الخاصة، يقول أحد الآباء الذي أكّد «أنّ أسعار الأدوات المدرسية جد معقولة خصوصا لدى بعض الباعة، حيث يمكن للزبون أن يجد فارقا يصل حتى 60 دينارا بالنسبة للكراريس الأكثر استعمالا من قبل التلاميذ، فمثلا نجد سعر كراس 288 صفحة بخيارات متعددة، وتبدأ من 270 إلى 290 دينار مقابل 350 دينار في المكتبات الخارجية». أضاف محدثنا بالقول «بالنسبة لكراس 96 صفحة، حدّد سعره ب 80 دينارا مقابل 100 دينار في المكتبات، أغلفة الكراريس 20 دينارا مقابل 35 دينارا في المكتبات، وغيرها من الأسعار التفاضلية الأخرى لباقي المستلزمات التي شجعت الأولياء على زيارة المعرض والاستفادة من العروض التنافسية، وبالتالي اقتصاد نسبة لا بأس بها يمكن استغلالها في اقتناء حاجيات أخرى للأطفال كالملابس والمآزر. كما شهد المعرض بيع مختلف المحافظ والمآزر، لكن أسعارها حسب ما أجمعت عليها آراء المستجوبين لم تكن مختلفة تماما عن المعروضات في المحلات التجارية والمكتبات، حيث تراوحت ما بين 2500 دينار في أغلبها إلى 3 آلاف دينار وبنوعية متوسطة، لكنها تبقى مقبولة بنظر الكثيرين لمواجهة غلاء الأسعار في الخارج. عامل مهم شجع عملية الإقبال على مثل هذه المعارض التجارية هي شروط الجودة والنوعية التي حدّدتها مديرية التجارة للعارضين، خصوصا ما تعلق باحترام معايير السلامة الصحية للتلميذ، وتجنب عرض الأدوات مجهولة المصدر، وطبيعة المواد والتركيات الكيماوية التي تدخل في صناعة الأدوات المدرسية، فيما لقيت هذه المبادرات التجارية استحسانا كبيرا من قبل الباعة الذين تفاجأوا بالحضور وحجم المبيعات، خصوصا وأن البعض منهم اضطر لتزويد أجنحة العرض بكميات إضافية بعد نفاد بعض المواد كثيرة الطلب.