جاء قرار والي البويرة الجديد، عبد الكريم لعموري، بتحرير المسجد العتيق، ليثلج صدور سكان سور الغزلان، بعد 20 سنة على صدور القرار الوزاري، المتضمن إخلاء البناية وإعادتها إلى طابعها الأصلي، كمسجد يعود إلى العهد العثماني. أشرفت السلطات الولائية، خلال الأيام الماضية، على ترحيل 3 عائلات اتخذت من المسجد العتيق بسور الغزلان مسكنا لها منذ سنوات الاستقلال، لتسترجع الولاية بذلك أحد أقدم المعالم التاريخية، باعتباره صرحا حضاريا يعود إلى سنة 1753، وقد بناه الأتراك وظل لقرون منارة علم وإيمان، إلى أن حوله الاستعمار الفرنسي سنة 1904 إلى إسطبل لتربية الخيول، قبل احتلاله من قبل عدة عائلات إلى غاية كتابة هذه الأسطر. جاء قرار استعادة المسجد العتيق بسور الغزلان، ليضع حدا لمعاناة طويلة للعائلات التي كانت تقطنه منذ عقود من الزمن، حيث استفادت من الترحيل إلى سكنات جديدة، طالما طالبت بها، لإنهاء معاناتها داخل هذه البناية المهددة بالانهيار، بعد 20 سنة على آخر قرار لاستعادة المسجد من قبل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، التي أمرت بإخلاء البناية من السكان، وإعادتها إلى طابعها الأصلي كمسجد، مع تكليف مصلحة الآثار بترميمه، لاسيما أن هذا المعلم الديني التاريخي لايزال قائما بمحرابه ونوافذه وشكله الخارجي، غير أن تماطل الجهات الوصية المكلفة بتنفيذ القرار، أجل عودة المشروع إلى أصله ومكانته التاريخية والحضارية لعقدين من الزمن. تم خلال الأيام الماضية، ترحيل العائلات الثلاثة التي كانت تقطن بالمسجد العتيق وسط سور الغزلان، إلى سكنات لائقة، تجسيدا لقرارات الوالي الجديد، الذي وقف على الحالة المزرية التي تعيشها العائلات داخل هذه البناية، التي من المفترض أن تصنف كمنشأة دينية تاريخية، في انتظار الشرو في ترميم وإعادة الاعتبار لهذا المسجد، مع إعادته إلى طابعه الأصلي والمعماري من قبل مديرية الثقافة، التي تولت مهمة ترميمه بعد إخلاء البناية من السكان.