يحتضن نادي "القصبة" للمركب الثقافي "العادي فليسي" معرضا تشكيليا يشارك فيه أكثر من ثلاثين فنانا رسموا الجزائر العاصمة ولؤلؤتها القصبة، تلك التي عشقها "مومو" (حيمود براهيمي) وعبّر عن ذلك من خلال أكثر من قصيدة ونص أدبي ولوحة فنية، حيث كان فنانا وأديبا، يعشق مدينته "القصبة"، كما كان حكيما وفذّا، هو مومو الذي رحل عنا منذ 12سنة وكرمته مؤسسة "فنون وثقافة" الأسبوع الماضي. رسم قوادري خالد البحر وميناءه بزرقته الجميلة، أما داعس فاختار اللون الرمادي ليعبر به عن بحر الذي يغط في ظلام ممزوج بالنور، ورسم العفيون البحرية، وتوقف الكثير من الرسامين عند القصبة فرسموا أزقتها وسلالمها وأناسها، فجسد فوغالي لقصبته بالأبيض والأسود، بينما رسم خليفي قصبتة اليوم التي تنهار وينهار معها حلم "مومو؛. القصبة بأزقتها الضيقة رسمها ساسي ولدجاج ودعاس، ورسمت ماري مادلين شرفة ورسم رزاقي سطح بيت تجلس فيه امرأة مع ابنتها، بالمقابل كانت الرموز البربرية حاضرة في المعرض من خلال رسمة معاش التي جسدت امرأة بالزي القبائلي تزغرد وأخرى من أنامل حموش تتضمن رموزا بربرية. المعرض احتوى لوحات تكريمية للفنان "مومو" مثل لوحة شقران التي رسم فيها مومو وهو يضحك، ولوحة بلقاسم الذي رسم فيها مومو يقرأ صحيفة، كما تم أيضا عرض قصائد شعرية وصور تصب في نفس السياق. "مومو" وإن غاب عن هذه الحياة فإنه يبقى حيا بذكراه الطيبة، حسه الراقي، فنه المتميز، أدبه الخصب وذكائه الحاد، رحل وترك بصمة بل بصمات لا يمكن أن تمحى بل دخلت الذاكرة الإنسانية وليس الجزائرية فحسب ولن تبرحها أكيد، فهو الفنان الذي لعب في أكثر من أربعين فيلما من بينه "تحيا يا ديدو"، وقدم العديد من المعارض الفنية ومثل في العديد من المسرحيات، جاهد وثابر لأجل مستقبل أفضل لمدينته القصبة حتى أصبحت مدينة مصنفة، حيث كانت القصبة نوره الساطع الذي ينبض من القلب إلى القلب، وكان يدرك تماما القيمة التاريخية والإستراتيجية لعروس المتوسط وناضل كثيرا لإعادتها إلى مصافها الطبيعي. "مومو" الرياضي الذي حقق أرقاما قياسية في الغطس على المستوى الدولي، كتب عن مدينته قصيدة "البهجة"، مثلما كتب العديد من المؤلفات الأدبية المتنوعة مثل "الهوية الأسمى"، وتحصل على العديد من الجوائز من بينها جائزة مؤسسة "أبا" سنة 1994. وكرمت مؤسسة فنون وثقافة الفنان "مومو" نهاية الأسبوع الماضي، حيث سطرت برنامجا متنوعا تضمن عرض فيلم "تحيا يا ديدو" الذي اشتهر به الفنان، وكذا تقديم شهادات من عرفوه عن قرب على غرار بلقاسم باباسي وعزيز دقة، بالإضافة إلى قراءات شعرية لحنيفة حموش، عمر شلبي وكنزة لبلج، علاوة على الحفل الذي نشطه مسكود وطاماش. وتضمن الحفل تقديم كتاب دليل ساسي بعنوان "حب الكلمات" تناول فيه الحياة والمسيرة الفنية لمومو، بالصور والشهادات.