تشرع وزارة التربية الوطنية، بداية من اليوم، في وضع كتب رقمية، مجانية خاصة بهذه السنة، شملت عناوين الكتب المدرسية المقررة في مرحلة التعليم الابتدائي، بمجموع أربعة وأربعين عنوانا، ضمن خطوة ثمّنتها نقابات التربية كونها تدخل في إطار تحسين إجراءات التعليم في المدارس. ويعد الإجراء، استكمالا لسلسلة القرارات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية لتخفيف وزن المحفظة، وتنفيذا لمخطط عمل الحكومة المنبثق عن برنامج رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لتحسين المنظومة التربوية وتحسين المستوى التعليمي. فبعد الانتهاء من عملية تزويد المدارس، بالنسخة الثانية من الكتب المدرسية الموجّهة لتلاميذ السنوات الثالثة والرابعة والخامسة ابتدائي، أكدت وزارة التربية وضعها كتبا رقمية بصفة مجانية خاصة بهذه السنة لجميع عناوين الكتب المدرسية المقررة في مرحلة التعليم الابتدائي بما في ذلك التربية التحضيرية. وشمل الإجراء كتب اللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية، وكل كتب المواد والأنشطة الأخرى، لفائدة تلاميذ هذه المرحلة التعليمية، الذين يفوق عددهم 5,6 ملايين تلميذ. ويمكن لتلاميذ الطور الابتدائي بفضل الرقمنة استغلال هذه الكتب إما على الحاسوب المكتبي أو المحمول وكذا الألواح الإلكترونية والهاتف الذكي والتلفاز الذكي. كما أصبح بإمكان أولياء التلاميذ المنخرطين في الفضاء المخصص لهم ضمن النظام المعلوماتي، استغلال هذا الكتاب في الفضاء المخصص لهم ضمن النظام المعلوماتي، عبر الرابط //awlya.education.gov.dz واتباع الخطوات التسلسلية المبينة فيه، لتفعيل التطبيق الذي يسمح بتحميل هذه الكتب. أما الأولياء غير المنخرطين في الفضاء المخصص لهم، فيتعين عليهم التقرب من ابتدائيات تمدرس أبنائهم للحصول على رمز التفعيل ودليل إعلامي يتضمن الخطوات التي تمكّنهم من تحميل الكتب الرقمية.وقال حميدات محمد الأمين العام للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الابتدائي، إن وزارة التربية بهذا الإجراء تكون قد خطت أولى خطواتها العملية على طريق تجسيد مشروع رقمنة التعليم وتخفيف ثقل المحفظة المدرسية والتي تأتي تكملة لقرار توزيع لوحات رقمية على تلاميذ 1629 مدرسة ابتدائية على المستوى الوطني في انتظار تعميمها على باقي المدراس. وأضاف حميدات، أن استفادة أكثر من 5 ملايين تلميذ من الكتاب الرقمي يشكل خطوة مهمة ضمن استراتيجية تحسين إجراءات التعليم في المدارس الابتدائية التي باشرتها الحكومة، والتي تتطلع عبرها إلى عصرنة قطاع التربية. وبرأي بوعلام عمورة، رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية فإنه رغم أن الكتاب الرقمي هو شكل متطوّر للكتاب الورقي المطبوع الذي يبقى الوسيلة الأولى في منظومة التعليم عموما، إلا أن العملية تحتاج إلى ضمان تكوين للطاقم البيداغوجي لتمكينهم من استخدام أنظمة التعلم الحديثة، ومواكبة المناهج المستحدثة. وأضاف في مكالمة هاتفية مع "المساء" بخصوص سلبيات وإيجابيات الكتاب الرقمي، أن اعتماد الكتاب الرقمي من شأنه المساهمة بشكل كبير في تخفيف المحفظة ولكنه قد يعيق تنمية قدرات التلميذ، العقلية والكتابية حيث يصبح يعتمد على هذه الأجهزة ويتخلى عن الكتابة والقراءة بالطريقة الكلاسيكية، التي أثبتت ناجعتها في التحصيل العلمي، كما أنه سيبعد التلميذ تدريجا عن القراءة وينسف علاقته بالكتاب، ويقوده إلى الاستسلام كليا للتكنولوجيا. فالحل الأكثر نجاعة حسب عمورة يتمثل في تخفيف المناهج، وإعادة النظر فيها.وأشار إلى أن إمكانية تحميل جميع الأولياء والتلاميذ للكتاب الرقمي وخاصة بالمناطق النائية ومناطق الظل التي تفتقد للوسائل التكنولوجية المتطورة تبقى صعبة بقناعة أن تحميل هذه الكتب يتطلب شبكة أنترنت وأجهزة الكترونية متطوّرة على غرار الحاسوب والهاتف الذكي وغيرها من الأجهزة الأخرى، الضرورية لمثل هذه العملية.