قدمت الدكتورة نورة نشاب، مديرة مركز حفظ التراث السينمائي بمونريال الكندية، محاضرة حول "حفظ الأرشيف السينمائي، سينما كيبيك نموذجا"، أول أمس بالمركز الجزائري للسينما- السينماتيك، في الجزائر العاصمة، حضره عدد من طلبة المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، وعمال السينماتك، للأخذ من التجربة الكندية. تحدثت الدكتورة عن ترميم وصيانة أفلام الأرشيف السينمائي، وأكدت أنه من المهم توفير الوسائل اللازمة لأرشفة الأفلام، وصونها من المخاطر المحتملة لضياع الأرشيف الفيلمي، مشيرة إلى أن أهم عاملين لتضرر الموروث الفيلمي هما؛ الحرارة والرطوبة، اللتين من شأنهما إنتاج أحماض سامة وقاتلة للإنسان وتتلف الأثر السينمائي العتيق. في هذا الشأن، ذكرت الدكتورة نشاب حادثة مقتل 70 تلميذا في إحدى القاعات السينمائية في كندا، بسبب سوء حالة الفيلم المعروض، مما أدى إلى انفجار ضخم أسفر عن قتلى وجرحى، وبسببه أصدرت السلطات الكندية قرارا بوقف هذا النوع من العروض. وكشفت الدكتورة عن أن أهم شرط للحفاظ على هذه الأفلام، هو إحاطة الأرشيف الفيلمي في مكان بارد أو مجمد، ويجب إبعاد الأجزاء التالفة أو التي بدأت تتآكل عن نسخ الأفلام السليمة، لأنها قادرة على أن تعديها، كما أن النسخ التي تعفنت ووصلت للمرحلة الرابعة، يجب التخلص منها نهائيا. من جهته، أكد عادل مخالفية، مدير المركز الجزائري للسينما في تصريح ل«المساء"، أن المحاضرة المبرمجة تدخل ضمن سلسلة النشاطات التي ينظمها المركز، وهدفها التمهيد لمشروع رقمنة الأفلام والمحافظة على الأرشيف، مشيرا إلى أن الجزائر تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث كثافة الأرشيف السينمائي بعد فرنسا. أفاد المتحدث، بأن وزارة الثقافة والفنون حريصة على إنجاح مشروع صون ذاكرة السينما الجزائرية، بتوفير الجو المناسب للعمل، لاسيما المتعلق بجانب الترقيم، على مراحله، وصولا إلى وضعها في وسط ملائم ضمن شروط الحفظ التي تحدثت عنها الدكتورة نورة نشاب في محاضرتها.أكد المتحدث، أن الدولة أمرت بتوفير كل الإمكانيات المادية لحفظ هذا الإرث الذي لا يقدر بثمن، حتى نضمن انتقاله للأجيال اللاحقة، والذي يمثل جزء كبير منه أيضا، الهوية والثقافة الجزائرية، وأن الأفلام الجزائرية أو الأجنبية المخزنة في المكتبة الوطنية يجب أن تدخل مرحلة الترقيم.