أكد مشاركون في فعاليات يوم تكويني حول الاتصال المؤسساتي، احتضنته قاعة دار المقاولاتية بجامعة باتنة1 الحاج لخضر، مؤخرا، تحت شعار "شريان.. بناء مؤسسات جزائرية قوية وناجحة"، على ضرورة تفعيل دور خلايا الإعلام والاتصال؛ لمواكبة التطور الحاصل في مجال التكنولوجيات الحديثة.وطالب المشاركون في توصياتهم بإعداد مخطط اتصالي لحل مختلف الإشكاليات، يعتمد على آليات ممنهجة، واستراتيجيات وقائية لتحقيق الغاية المنشودة من الفعل التواصلي مع المجتمعات في إطار انفتاح الجامعة على المحيط الخارجي، والموجّه لفائدة المكلفين بالإعلام والاتصال والعلاقات العامة على مستوى الإدارات والهيئات العمومية لولاية باتنة. وحرصوا على أن يكون الاهتمام بالاتصال المؤسساتي، ركيزة أساسية للمؤسسة، مع توسيع صلاحيات القائمين بالاتصال، وتوحيد تسمية خلايا أو مصالح الإعلام والاتصال عبر كل مؤسسات الجمهورية، وتوفير كل شروط العمل للقائمين عليها، منها اللوجيستيكية.وتميز اللقاء بمشاركة 30 مؤسسة عمومية وأمنية، منها مديرية الأمن الوطني، والدرك الوطني، والجمارك، والحماية المدنية، ومديريات التربية، والصحة، والأشغال العمومية، حيث نوقشت كل القضايا المتعلقة بالإعلام المؤسساتي؛ بوصفه من أقدم الظواهر البشرية، ويشكل قطاعا حساسا، وهو الأكثر ارتباطا بالنظام الاجتماعي، ويحتاج لآليات تطويره في سياق مرجعية فكرية وحضارية وثقافية، تتماشى مع متطلبات التقدم التكنولوجي، فضلا عن كونه من أهم أدوات التأثير والتثقيف والتوجيه في الوقت الحاضر، ناهيك عن الدور الذي تلعبه خلايا الإعلام والاتصال في خدمة العلاقات العامة في عدة قطاعات، وما تشكله من دعامة للنشاط الاجتماعي، وباعث للحركة التنموية. وأبرز الدكتور إسماعيل شرقي، رئيس قسم الإعلام والاتصال بالجامعة، أهمية العلاقات العامة الرقمية، ودورها في الظاهرة الاتصالية، وأهدافها التي لخّصها في تعزيز قيادة الفكر، وبناء روابط خلفية عالية الجودة لمجال مستهدف.وركز، من جهته، الدكتور ميلود مراد في مداخلته عن آليات صناعة المحتوى الرقمي، على ضرورة استغلال التكنولوجيات الحديثة، لإنشاء نموذج ناجع للتواصل مع المحيط؛ من أجل تسويق أمثل لأفكار الجماعات المحلية لدى المواطن. كما أبرز المتدخل أهمية إعداد استراتيجية وقائية اتصالية، تضمن عدم الوصول إلى اتصال الأزمات؛ من خلال برمجة دائمة لجلسات عمل تواصلية، تجمع المسؤولين بالمكلفين بالاتصال على مستوى المؤسسة، لتبادل الأفكار والخبرات؛ لتعزيز الفكر التواصلي. وبدوره، تطرق الدكتور رمزي جاب الله في مداخلته، للأزمات عبر الإعلام الرقمي. وحرصَ على ضرورة تقوية مهارات المشاركين من الناحية الاتصالية، وتحسين قدراتهم في هذا السياق؛ لضمان انتشار المعلومة في جانبها الإيجابي، وقطع الطريق عن كافة أشكال المعلومة المغلوطة، والشائعات المضللة.وفي هذا الصدد، ركز المتدخل على الجدل الكبير حول طبيعة دور الإعلام الجديد في إدارة الأزمات؛ لمواجهة الأخبار الزائفة والشائعات التي مصدرها وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي. وألحّ على تفعيل دور الإعلام الجديد في مواجهة الأزمات، الذي، بحسبه، يتوقف، بالأساس، على التعاون مع الجهات المعنية، والرسمية والمجتمعية، وما تتيحه من حقائق وبيانات من ناحية، ووضع المعايير والضوابط التي تنظم عمل الإعلام الجديد من ناحية أخرى. للإشارة، تُوّج اليوم التكويني الثاني من نوعه، برفع انشغالات القائمين على خلايا الإعلام والاتصال بمختلف المؤسسات الإدارية والاقتصادي، حيث عكف فيه المنظمون على تنظيم ورشات، نوقشت فيها كل القضايا المتعلقة بتفعيل دور الإعلام المؤسساتي.