صدر عن "مركز البابطين للترجمة " وبالتعاون مع "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" ترجمة لكتاب "العقول الإلكترونية" (Electronic Brains) ) الذي يعرض بأسلوب روائي علمي فجر عصر الكمبيوتر وبداياته الأولى وحقيقة تاريخه وأبرز رواده. الكتاب، وهو ثمرة أبحاث وتحريات ولقاءات موثّقة مع خبراء ومعنيين عايشوا تلك الفترة، يتناول بتفصيل الحيثيات والدوافع وراء اختراع الكمبيوتر، مثل التعداد السكاني والضريبي والانتخابي، والتجارب الأولى التي سبقت خروجه من المختبرات إلى بعض الاستخدامات المحددة وخاصة العسكرية والمحاسبية أولاً، ثم إلى الحياة اليومية. ويتوقّف كذلك عند "مغامرات بعض العلماء في هذا المجال ثمّ دور فرق الأبحاث والخبراء العاملين مع عدد من الجيوش والدول في تطوير الكمبيوتر بأشكاله الأولى وتجارب تطويره، وذلك قبل انطلاق الجيل الأول من أجهزة "الحاسوب" الحقيقية بعد الحرب العالمية الثانية حين برز اختراع الذاكرة التي تحتوي على البيانات والبرنامج "هندسة فون نيومان" ثم ظهور ما أسمي حينها "طفل مانشستر" كأوّل كمبيوتر ينجح في تشغيل برنامج من الذاكرة المشتركة مع البيانات وكل ذلك قبل ظهور عصر شركات الكمبيوتر الكبرى المعروفة عالمياً اليوم، ومنها شركة " آي. بي. أم" التي يتوقّف الكتاب عند العوامل التي ساعدتها على بسط هيمنتها العالمية رغم دخولها المتأخر هذا الميدان. ويبيِّن الكتاب المسارات التي قطعها اختراع هذا الجهاز في بقاع مختلفة من العالم والتي جاءت "متزامنة" لكن غير منسقة غالباً، وشارك فيها مئات المخترعين عبر القارات لاسيما من علماء الرياضيات، الأمر الذي يفسّر استحالة منح لقب "أبو الكمبيوتر" لواحد منها على وجه التحديد. ويأتي الكتاب ضمن برنامج الإصدارات العلمية لمركز البابطين للترجمة التابع لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري وبناء على توجيهات رئيسه الشاعر عبد العزيز سعود البابطين الذي يريد لهذا البرنامج المساهمة في دعم الثقافة والمكتبة العربية بمصادر نوعية تبحث وتؤرخ لأسباب وظروف وآليات النهضة العلمية والبيئية المشجعة على الاختراعات التكنولوجية. الكتاب من تأليف مايك هالي وترجمة صلاح حزين، صدر في طبعته الأصلية بالتعاون مع شبكة "بي. بي. سي"، وهو ينقسم إلى ثمانية فصول ويقع في 328 صفحة.