أنهت النخبة الوطنية لذوي الهمم، منافسات الطبعة 15 من الألعاب الرياضية العربية، في صدارة ترتيب جدول الميداليات، الخاص بالاختصاصات الثلاثة، المدرجة في برنامج هذه الدورة (ألعاب القوى، كرة الجرس، كرة السلة على الكراسي)، بتحقيق حصاد وفير، تضمن 18 ميدالية في المجموع؛ (6) ذهبيات، (8) فضيات و4 برونزيات، لتنجح بذلك في تحقيق الهدف المسطر، والمتمثل في احتلال المراتب الأولى، في الدورة المقامة بأرض الجزائر. في الألعاب العربية في نسختها العاشرة، التي أقيمت بالجزائر (2004)، كانت رياضة المعاقين الجزائرية قد احتلت المراكز الأولى في نفس الاختصاصات، وبعدد أكبر من الرياضيين بطبيعة الحال بمجموع 52 ميدالية (17 ذهبية و20 فضية في ألعاب القوى)، بالإضافة إلى ميداليات ذهبية في كرة الجرس وكرة السلة على الكراسي. وعن نتائج النخبة الوطني في دورة الجزائر، حرص التقنيون الذين تابعوا مجريات المنافسات بمختلف المواقع: "هذه النتائج تفرحنا وتثلج صدورنا بالتأكيد، وتعطينا الأمل في تحقيق الأحسن في المستقبل، لكن هذا الأمر لا يعني بأي حال من الأحوال، التراخي والنوم، بل على العكس، يجب علينا اليوم، التفكير في مستقل رياضة المعاقين بالجزائر وتركيز العمل مع المواهب الشابة الصاعدة، خاصة على مستوى البحث واكتشاف هذه المواهب، وهو التحضير الذي لم يرق إلى المستوى المطلوب إلى حد الساعة، وقد بات من الضروري البحث عن الخلف في مختلف الاختصاصات، خاصة الاختصاصات سالفة الذكر، التي عودتنا على تحقيق التميز والتألق في المواعيد التنافسية المختلفة، بما فيها المستوى القاري 3". أم الرياضات وفية لعهودها كان السبق والتقدم من نصيب أم الرياضات؛ ألعاب القوى، التي شاركت في الموعد العربي ب23 عداء وعداءة من المنتخب الوطني (ب)، وتمكنت فيها عناصرنا من إحراز 16 ميدالية في المجموع (4 ذهبيات، 8 فضيات، 4 برونزيات)، في منافسة عاد خلالها المركز الأول للمنتخب التونسي، الذي تجاوز المنتخب الوطني بميدالية ذهبية واحدة صنع بها الفرق، في آخر يوم من المنافسات. وعن هذه النتائج المحققة، أكد بعض المدربين الذين أشرفوا على بعض الرياضيين في الألعاب العربية، أنه "من بين الأمور الإيجابية التي سجلناها في هذه المنافسة، هو الوجه الطيب الذي أبدته عناصرنا وجعلتنا نثق في قدرتها على تحقيق نتائج أحسن، في منافسات من مستوى عال في المستقبل، شريطة حصولها على المتابعة اللازمة، سواء على مستوى أنديتها أو المنتخب على السواء". مضيفين: "أن المواهب موجودة، لكن العمل والتكوين يبقى نقطة الضعف التي تحول دون تحقيق النتائج التي نطمح إليها في المستقبل". حرص نفس المتحدثين، على إبراز حتمية وضرورة توفر الرياضيين على العتاد المتخصص، الذي يساهم، حسب قولهم، بنسبة 50 بالمائة في نوعية النتائج المحققة، مذكرين بالمناسبة، بالمشكل الأزلي الذي أرق ولا زال يؤرق بعض رياضيي ألعاب القوى، ولاعبي كرة السلة على الكراسي، الذين يشتكون دوما من افتقارهم لكراسي المسابقات باهظة الثمن، والتي تعجز أغلب الأندية على اقتنائها، علما أن هذه الكراسي تتميز بأنها تستجيب لخصوصية كل لاعب ورياضي وإعاقاتهم". دفع استمرار هذا المشكل بالتقنيين الجزائريين، إلى توجيه نداء للسلطات العمومية منأجل التكفل بهذا المشكل، وتمكين النخبة الوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة، من الحفاظ على إنجازاتها، وتحسينها لتجنب أي تراجع، سيكون حتما لفائدة المنتخبات الأخرى التي تتمتع بإمكانيات أحسن. ذهبية كرة الجرس تعيد أمجاد دورة 2004 من جهتهما، تمكنت التشكيلتان الوطنيتان لكرة الجرس وكرة السلة، من التتويج بالذهب، معيدتين بذلك، سيناريو دورة 2004 بالجزائر. فبحضور أربعة منتخبات (الجزائر، العربية السعودية، الأردن، قطر)، تمكن المنتخب الوطني لكرة الجرس، بعد تعثر مفاجئ في المقابلة الأولى أمام الأردن ب(18-12)، من الفوز على بقية المنافسين في المنافسة التي جرت على شكل بطولة مصغرة أولا، قبل تجاوز السعودية ب(9-7) في الدور نصف النهائي، والثأر أمام الأردن في المقابلة النهائية ب(8-7). وعن هذا التتويج، قال المدرب ميلود جيلالي: "هذا اللقب كان مستحقا، لكنه لن يكون سهلا، خاصة في ظل وجود منتخب بجودة المنتخب الأردني، الذي باغتنا في المواجهة الأولى.. لقد علمت مسبقا أننا سنجد صعوبة أمام الأردن، وهذا الأمر تحقق فوق الميدان، دون نسيان المستوى الطيب لمنتخب العربية السعودية وقطر"، مضيفا "عناصرنا عرفت كيف تتدارك بعد المقابلة الأولى، وأبدت نيتها وعزيمتها على التتويج باللقب الذي لم يكن الطريق له مفروشا بالورود". وكان التتويج بذهبية كرة الجرس من إنجاز الفريق المشكل من إسحاق بوطالب، بن طرية فيراس، العربي عبد الحليم، جيلالي بوطاجين، عمر مباركي، عماد الدين غودمان. تتويج منتخب كرة السلة على الكراسي مستحق باعتراف نظرائه تحت قيادة المدرب الجديد توفيق مدور، لم يجد المنتخب الوطني أي صعوبة في بلوغ هدفه في دورة نشطت من قبل منتخبات (الإمارات العربية المتحدة، العربية السعودية، فلسطين، ليبيا). ونجح رفاق بدران أيوب من قطع مشوار جيد دون خطأ، توجوا بعده بالميدالية الذهبية بسهولة على حساب منتخب الإمارات بنتيجة (87- 38)، في مباراة سيطرت فيها عناصر المنتخب الوطني بالطول والعرض، وكان تتوجهم مستحق باعتراف ممثلي منتخبات البلدان المشاركة. وبهذا الخصوص، أوضح منسق دورة كرة السلة في دورة الجزائر "أنه على الرغم من عدم تجمعهم منذ 18 شهرا، وتحديدا بعد الإخفاق في بطولة إفريقيا 2022 بأثيوبيا، التي خسرنا فيها اللقب، تمكن المنتخب الوطني المجدد بنسبة 90 بالمائة والمشكل من عناصر محلية من تقديم مستوى جيد، وأخذ جرعة أوكسجين تساعده على التحضير جيدا لبطولة إفريقيا المقررة في شهر سبتمبر المقبل بغانا، المؤهلة كذلك للألعاب الأولمبية 2024". تصدرت الجزائر بجدارة واستحقاق، ترتيب النسخة 15 من الألعاب الرياضية العربية، التي أسدل الستار على فعالياتها يوم السبت الماضي، بمشاركة أزيد من 1900 رياضي ورياضية، تنافسوا في عدة اختصاصات، أقيمت بخمس مدن جزائرية، تمكنت خلالها النخبة الرياضية الجزائرية من تحقيق أحسن مشاركة لها في تاريخ الألعاب، بحصد 255 ميدالية موزعة بين 106 ذهبية و77 فضية و72 برونزية. وبهذا الحصاد الوفير في دورة 2023، يرتفع رصيد الجزائر في مجموع الميداليات، التي فازت بها في المنافسة العربية، إلى 1136 ميدالية، منها 361 ذهبية، بعد أن كان رصيد الجزائر قبل هذه الدورة متوقف عند 881 ميدالية (255 ذهبية، 305 فضية و321 برونزية ) في ثماني مشاركات في الألعاب الرياضية العربية. وقبل الاستقلال سنة 1962، كانت الجزائر قد سجلت مشاركتها الرمزية في الدورة الأولى التي جرت ببيروت (لبنان 1957).