ممثل سطع نجمه في سماء الكوميديا، ونظرا لقدرته التلقائية على الإضحاك، البداية كانت مع الأطفال، ليدخل بعدها عالم الكبار، بأدوار هادفة تقمص من خلالها شخصية المواطن الكادح البسيط الذي يسعى جاهدا لكسب قوته بما يرضى الله، أحبه الكثير، واستلطف أغانيه الفكاهية ومنها »جا الماء« التي عرفت صدى كبيرا، وانتشارا واسعا في أوساط المجتمع الجزائري. ضيفنا لهذا الأسبوع هو الممثل الكوميدي »صالح أوقروت« أو صويلح، أو الجمعي المنهمك هذه الآونة في تصوير أعمال تلفزيونية خاصة بالشهر الفضيل، والذي ورغم انشغاله إلا أننا استطعنا أن ننفرد معه بهذا اللقاء الذي خصّ به "المساء". المساء : نراك في تركيز تام مع شخصية الجمعي، فهل هذا هو الشأن مع الأدوار الأخرى؟ الممثل صالح أوقروت: أجل، فأنا من الممثلين الذين يعيشون أدوارهم قلبا وقالبا، كما أتعايش أيضا مع الأمكنة والأزمنة التي أوضع فيها، وهذا لكي أعطي العمل حقه، وأكون صادقا في انفعالاتي، ومشاعري، وكلامي فالصدق يلعب دورا هاما وأساسيا في نجاح الممثل، وتجاوب الناس معه، فلو كنت صادقا أكيد سيحبك الجميع. * هل هذا يعني أن حب الناس لك أساسه الصدق فقط؟ -أكيد، لكن هناك أيضا التلقائية، والبساطة، وحتى إنتقاء الأدوار له دوره في تقرب الممثل من الناس، فالممثل الذي يجسد أدوارا، تهم المواطن الكادح، أكيد سيصل الى العقول والقلوب بطريقة أسرع، خاصة وإن كانت الكوميدية هي طابعه، فالمجتمع الجزائري يحب الضحك الهادف الممرر لرسائل يفهمها الفاهم، ونحن في أمس الحاجة للأعمال الجادة المرّفهة. * هل أنت من الممثلين الذين يفضلون التقيد بالنص أم الإرتجال؟ -صراحة أفضل التقيد بالنص. * ومتى ترتجل؟ - عندما يغيب النص الجيد، أضطر للجوء الى الإرتجال، وإن كان الإرتجال ليس سهلا، لأنه يعتمد على ثقافة الفنان، وقدرته على التحكم في الكلام وأنا لا أجد اشكالا في ذلك، فباستطاعتي الإرتجال لأكثر من ساعة، هي الموهبة! * "كرنفال في دشرة" ضم صالح أوقروت، وكوكبة كبيرة من نجوم الكوميدية، فماذا لو تكررت تجربة مشابهة؟ -لقد كانت أول تجربة جمعتني بالممثل عثمان عريوات، ولخضر بوخرص وغيرهما من نجوم الكوميدية، وكانت تجربة برزنا من خلالها وأنا طبعا أرحب بأعمال مشابهة. * هل تتذكر أول لقاء جمعك بحميد عاشوري؟ - كان في استراحة الاثنين، حيث تواجدنا أنا وهو، ولخضر بوخرص، هذا الأخير الذي انسحب بعد وفاة والده ليعيل عائلته، وبقيت أنا وحميد في خدمة الطفل. * الظاهر أن شخصية الجمعي قد استهوتك لدرجة أنك كررت التجربة، فهل لنا أن نعرف سر إنجذابك نحوها؟ - السر يكمن في اقتناعي بها، فالجمعي هو رب عائلة جزائرية بسيطة، تتعرض لمواقف طريفة وهو عمل نظيف، وهادف يجمع كل الأسر الجزائرية، ويهديها يوميات من حياتها بإعتبارها تمثل غالبية المجتمع. * سبق وأن تعاملت مع جعفر قاسم في سلسلة "ناس ملاح سيتي"، وها أنت اليوم تخوض تجربة "السيتكوم" لنفس المخرج، فما الذي يميز أعمال هذا المخرج عن غيره. - جعفر قاسم مخرج ناجح وفنان مبدع، تمتاز أعماله بالجودة والدقة في انتقاء المواضيع، إضافة الى قدرته على الغوص في عالم الفانتازيا، والذي ليس سهلا التحكم في تقنياته، فهو يستعمله كوسيلة للترفيه، والهروب من الواقع، فأعماله مدروسة. لذا فهي دائما ناجحة! * وماذا تقول في كمال بوعكاز؟ -هو ممثل رائع ولديه موهبة خارقة وثقافة واسعة في المجال المسرحي، والتمثيل بصفة عامة، وهو صديق مقرب أعتز بوجوده الى جانبي في "الجمعي فاميلي". * كيف ترى وضعية الفن اليوم؟ -الفن بات مفقودا لكون أهله مغيبون وللأسف المادة اليوم هي سيدة الموقف وهي الحكم. * ما هو الدور الذي تهفو لتجسيده؟ -دور إنسان مختل، ودور آخر يرحل بي الى شخصية ضاربة في عمق التاريخ. * كلمة ختامية لجمهور صالح أوقروت .. -أحييه من خلال هذا اللقاء وأتمنى أن يبقى وفيا ل "عائلة الجمعي" التي تضرب له موعدا في رمضان إن شاء الله ، وشكرا.