رغم ملامحه الهادئة إلا أنه يحمل بداخله طاقة خارقة تتفجر كلما كانت الظروف مواتية، شاهدناه في عدة أعمال تلفزيونية ناجحة منها" الجائزة الكبرى" "لقعاب المجروح"، لفاطمة بلحاج، "عايلة كي الناس"، ومسلسلات كثيرة منها المصير في جزئيه الاول والثاني، والمشوار، الجزء الأول من "حنان إمرأة" والبذرة الذي وقف فيه أمام الفنان القدير محمد عجايمي، وكلها أعمال تلفزيونية أدى فيها دور الشاب البسيط ذي الرجولة المبكرة، المتعصب أحيانا لاتفة الاسباب، والمتسامح أحيانا كثيرة، ضيفنا لهذا العدد هو الممثل مراد شعبان الذي عاد بنا لبداية مشواره الفني، مع المسرح فالتلفزيون مؤكدا على وفائه الدائم لأول دور تقمصه في فيلم "أطفال الشمس" والذي يبقى احب الادوار الى قلبه، عن اسباب تعلقه بهذا العمل وعن أمور أخرى حدثنا مراد شعبان في هذا الحوار. - المساء: البداية كانت أكيد بالمسرح أليس كذلك؟ * مراد شعبان: أجل، كان ذلك في بداية الثمانينات بدار الشباب بحسين داي، أول عمل مسرحي مثلت فيه كان "دردبة على الدرب" لفرقة الداي، موضوع المسرحية اركز حول نيه، استيلاء سكان العمارة على قبو وبيت فوق سطح تلك العمارة، وبعد أن اثبتت الفرقة وجودها، تبناها المسرح الوطني، فواصلت اعمالها، وأبدعت ومن هنا واصلت بدوري رحلتي مع التمثيل. - كيف انتقلت من المسرح إلى التلفزيون؟ * يرجع الفضل في ذلك للمخرج محمد افتيسان الذي انتقى شباب لفيلمه "أطفال الشمس" وكنت أولهم، فأسند لي دور شاب يدعى إلياس وبالفعل اثبتت براعتي، والدليل هو افتكاكي للجائزة الأولى لأحسن دور رجالي في مهرجان اتحاد التلفزيونات العربية في (85) ومن هنا تهاطلت علي العروض التلفزيونية ..من أفلام ومسلسلات. - ألا ترى أن الادوار المسندة إليك، الى حد الان لم تفجر بعد الطاقة"الكامنة بداخلك"، فلا نراك إلا في الادوار الثانوية البسيطة، دور شاب كادح ، أو عاطل... أو فقير معدوم؟ فلم هذه الادوار تحديدا؟ * ربما ساهمت ملامح وجهي العادية في مثل هذا الانتقاء، فأنا شاب بتقاسيم قد يرى أي شاب جزائري بعض ملامحه فيها، فأنا أجسد ادوارا تصف معاناة الشباب الكادح، المنحدر من طبقة متوسطة، وأحيانا فقيرة، ومثل هذه الادوار هي التي تصطادني، وتختارني في الكثير من الاحيان ومع هذا فثقتي أن بداخلي طاقة رهيبة لم تفجر بعد، وتنتظر الفرصة السانحة، والدور الملائم ليرى المشاهد الكريم قدرات مراد شعبان الحقيقية. - ماهي أحب الادوار الى قبلك؟ * أطفال الشمس، دور الياس في هذا الفيلم هو أحب الادوار الى قلبي، وكان فاتحة خير على مشواري الفني حيث نلت الجائزة، وأخذت أدوار أخرى هامة بعد نجاحي فيه. - ماهي اهم ميزة في شخصيتك تدفعك للنجاح واثبات الذات؟ * روح التحدي وطبعا الثقة في قدراتي، فأنا أقبل بأي دور صعب لأني أؤمن بالمغامرة في ميدان التمثيل فعلى الممثل الحقيقي أن يجازف أحيانا ليكشف امكاناته وهذا رأيي الخاص. - ماهو المشكل الواقف في وجه نجاح الانتاج الفني في بلادنا برأيك؟ * ممالا شك فيه، هو أن غياب السيناريو الجاد قد ساهم كثيرا في اخفاق العديد من المشاريع الفنية المكلفة فلو كان لدينا كتاب سيناريو في القمة لارتقينا قطعا بالانتاج خاصة التاريخي، فتاريخ الجزائر حافل بالشخصيات التاريخية العظيمة، لكن للأسف مامن مدون ولا كاتب! ونبقى على أمل أن تتفجر المواهب في هذا الحقل الخصب يوما، وإلا فسيظل الفشل، "نصيب كل عمل" يفتقد لسيناريو هادف. - صراحة، مارأيك في اقتحام وجوه جديدة دون خبرة وتجربة في المسلسلات المنتجة طوال هذه السنوات؟ * هي مغامرة مكلفة لبعض المخرجين الذين يسعون للعمل بأقل التكاليف، وفرصة لا تعوض لإكتشاف مواهب جديدة، لها القدرة على العطاء حتى وإن كانت تفتقر للخبرة الميدانية والتجربة الفنية... - في اعتقادك لماذا نجح فيلم "عايلة كي الناس"؟ * لأنه ببساطة يصف يوميات عائلة جزائرية بسيطة، قد ترى كل عائلة نفسها فيها، عائلة كي الناس، تحلم بكل ماهو ممكن لا بالمستحيل الذي يفوق امكاناتها المادية، وتبقى سيعدة بالتآزر والدفء العائلي، رغم احتياجها للكثير من الاشياء التي تصبح حلما من أحلامها تسعى لتحقيقه من خلال تكافل كل أفراد عائلتها. - كيف كان الوقوف أمام عثمان عريوات؟ * لقد سهل علي المسرح التأقلم مع الادوار المسندة إلي، ومنحني الثقة بالنفس، والصمود، والجرأة وروح التحدي، ووقوفي أمام عملاق من حجم عثمان عريوات يعد تحديا أخر بالنسبة لي كسبت رهانه. - ماهي أهم الأمور الطريفة التي حدثت أثناء تصوير عايلة كي الناس"، الامور البعيدة عن أعين المشاهد، والتي لازال مراد شعبان يتذكرها؟ * للعلم فإن فيلم "عايلة كي الناس" كان قد صور في شهر رمضان، وفي ساعات متأخرة من الليل أحيانا، ومبكرا (صباحا) أحيانا أخرى، والطريف أن السيدة فتيحة بربار كان دائما يغلبها النوم في تلك الساعات بالذات (ساعات التصوير) فنضطر لإيقاظها بكمية من الماء نلقيها عليها فتستفيق في حالة ذعر، ثم تستعد للقيام بدورها.(يضحك) - إلى أي مدى يتقبل مراد النقد البناء، وهل للجمهور دور في دفعك قدما الى الأمام؟ * أنا أرحب دوما بالنقد خاصة البناء منه، ولا يحرجني رأي فلان أو علان، وطبعا للجمهور دوما وأبدا دوره في دفع الممثل الى الامام، بتشجيعاته، وانتقادته، والجمهور الجزائري يقظ، ومطلع وذواق ومشجع لكل ماهو جاد، ونافر من كل انتاج ضعيف لايلبي احتياجاته، ولايعبر عن طموحاته وتطلعاته ولايجسد، توقعاته، ومعاناته، وهذا حقه. - بيعدا عن التمثيل، ماهي أحب الاشياء لنفسك؟ * الطبيعة، فهي ملهمة السكون والابداع. - هوايتك المفضلة؟ * المطالعة، السينما، وطبعا المسرح اضافة الى الرياضة. - ماذا يعني الفن بالنسبة إليك؟ * الفن هو الحياة فلاحياة دون فن. - وماذا عن الشهرة؟ * أنا لا أؤمن بالشهرة عندنا، فالشهرة تعني الاستمرارية في العمل والتألق والنجومية، ونحن للأسف لا نعرف تواصلا حتى بعد النجاح! - من هم أحب الممثلين الى قلبك؟ * الفنان رويشد في كل ادواره، والمفتش الطاهر (المرحوم "الحاج عبد الرحمان) خاصة في عطلة المفتش الطاهر الى جانب الفنان العالمي انطوني كوين في دور عمر المختار. - أمنية؟ * أتمنى أن نمنح فرصا جادة للعمل وابراز قدراتنا الحقيقية، وأن يرتقي الانتاج الى مستوى أعلى هذا وشكرا على اللقاء والالتفاتة.