تواصلت "المساء" مع الدكتور والشاعر عاشور فني، بعد انتخابه عضوا في قيادة الحركة الشعرية العالمية، ومشاركته في الفترة الأخيرة في مهرجاني الشعر العالميين بميدلين الكولومبية وكاراكاس الفنزويلية، فكان هذا الموضوع: قال الشاعر عاشور فني ل"المساء"، إن للشعر مكانة متقدمة في ثقافة الشعوب الحية، وفي الثقافة العالمية المعاصرة، مضيفا أنه في أمريكا الجنوبية بالذات، يُمثل الشعر استمرارا لروح المقاومة والتشبث بالحياة الكريمة. كما أن جمهور الشعر في هذه البلدان، يدفع الشعراء إلى الإبداع بالارتباط بالحياة، علاوة على تشبث الشعراء بقضايا شعوبهم. أضاف أن مهرجان ميدلين الثالث والثلاثين، يمثل ظاهرة شعرية عالمية، شارك فيه أكثر من مئة شاعر من مختلف بلدان العالم من القارات الخمس، وقد أصبح حدثا مهما في الثقافة العالمية ونموذجا للتظاهرات الكبرى في العالم. إذ تجري فيه برمجة أنشطة متعددة جدا في ميدلين، وفي المدن الأخرى. كما يتوزع المهرجان على قراءات شعرية ذات موضوعات واهتمامات مختلفة، ومحاضرات وورشات تعليمية ومناقشات وسفريات داخل البلد. وتابع أن الشعر يمثل روح الثقافة ومحرك الإبداع، وانشغالا جماهيريا، كما كان للشعر العربي حضور لافت في الافتتاح والاختتام، مع تركيز خاص على القضية الفلسطينية. مشيرا إلى اهتمام وسائل الإعلام الرئيسية في كولومبيا ومواقع التواصل الاجتماعي بالشعر والشعراء، حيث لا تكتفي بالاهتمام بنجوم الكرة والغناء، رغم أهميتهما في بلاد ماركيز وشاكيرا ويوتيرو، لأن الشعر هناك يعد روحا للثقافة. أما في فنزويلا، فللشعر حضور مختلف -يؤكد فني-، حيث أن الرئيس مادورو نفسه استقبل وفدا من شعراء العالم، منهم الشاعر فرناندو راندون رئيس حركة الشعر العالمية، والشاعر الفنزويلي المكرم في هذه الدورة، وهو بدرو رويث، وشعراء من القارات الخمس. كما أن نائب الرئيس نفسه شاعر، وهو عضو في الحركة العالمية للشعر، وقد حضر مهرجان ميدلين وكاراكاس، وهو الشاعر الوزير فريدي نانييز. تابع مجددا أن رئيس المجلس الوطني شاعر، شارك في قراءة مع الشعراء الضيوف، وكان ولده في حجره. وقد شارك في مهرجان كاراكاس السابع عشر شعراء من بلدان العالم، فضلا عن شعراء فنزويلا في مدينة كاراكاس نفسها، ومن ولايات داخلية، زارها عشرات الشعراء من العالم. فالشعر مفتاح مقاومة العزلة والحصار ووسيلة للانفتاح على العالم ومقاومة الانغلاق والعزلة. في المقابل، ذكر فني تنظيم المؤتمر الأول لحركة الشعر العالمية، بالموازاة مع تنظيم المهرجانين في المدينتين معا، مضيفا أنه أسفر عن إعادة انتخاب الشاعر الكولومبي فرناندو رندون منسقا دوليا للحركة، رفقة لجنة تتألف من المتحدث، والشاعرة سيفيوي نزيما من ليزوتو، والشاعرة راتي ساكسينا من الهند، والشاعر فرانسيس كامب من فرنسا، والشاعر كيشاب سيجدال من النيبال، والشاعر فاديم تيريوخين من روسيا، والشاعرة انا لومباردي من إيطاليا، والشاعر فردي نانييز من فنزويلا والشاعر ساندور هالموسي من المجر. تحدث الأمين العام لجمعية "البيت الشعري الجزائري"، عن انتخابه في القيادة الدالية لحركة الشعر العالمية ولتمثيل المجموعة الإفريقية. لينتقل في حديثه إلى تعريف حركة الشعر العالمية، التي قال إنها أكبر تجمع حر لشعراء العالم، نشأت سنة 2011، من تجمع مهرجانات الشعر العالمية، تسعى إلى تحقيق قيم الجمال والحرية وتدعو إلى الحوار والتعارف بين الثقافات، والدفاع عن حرية التعبير والحقوق الفردية والجماعية، ومناهضة الاحتلال والهيمنة. وقد ترأسها سابقا، الشاعر الكولومبي فرناندو رندون، ثم الشاعر الأمريكي الراحل جاك هيرشمان، وتم تنظيم مؤتمرها الأول في دورتين، الأولى في مدينة ميدلين الكولومبية (13-14 جويلية) تزامنا مع المهرجان الدولي للشعر الثالث والثلاثين بميدلين، حيث عرضت تقارير الوفود ومناقشتها. والدورة الثانية بكاراكس (17-18) تزامنا مع مهرجان كاراكاس العالمي السابع عشر للشعر، حيث تم اعتماد خطة عمل للسنوات الخمسة القادمة، مع انتخاب القيادة العالمية لتنفيذ هذه الخطة. وفي هذا السياق، قال عاشور فني ل«المساء"، إن المؤتمر يمثل قفزة حقيقية في الحوار الثقافي بين اللغات والثقافات، وتبادل وجهات النظر حول القيم والبرامج والأولويات في القارات والبلدان المختلفة. كما دام مهرجان الشعر العالمي الثالث والثلاثين بمدلين من 8 إلى 14 جويلية، ومهرجان كاراكاس السابع عشر من 17 إلى 23 جويلية.