وجه الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس دعوة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عقد لقاء ثنائي قصد التوصل إلى سلام سياسي واقتصادي بينهما. وعقدت الحكومة الإسرائيلية أمس اجتماعها الأسبوعي ولأول مرة في منطقة بئر السبع على الحدود مع قطاع غزة في رسالة إلى سكان هذه المنطقة النائية بأنها ستعمل على ترقية منطقتهم المهجورة في صحراء النقب. وقال نتانياهو بصيغة المتسائل "أنني لا أرى أي سبب يمنعنا من عقد لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية واقترح أن يكون ذلك في بئر السبع بهدف إعطاء دفع لعملية السلام لصالح شعبينا". يذكر أنها المرة الأولى التي يطالب فيها الوزير الأول الإسرائيلي عقد لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية منذ توليه مقاليد حكومة الاحتلال في افريل الماضي. وبهذه الدعوة يكون الوزير الأول الإسرائيلي قد استفاق فجأة من سبات عميق ليجد أن المنطقة في حاجة إلى سلام وتنمية اقتصادية. والمؤكد أن نتانياهو يدرك دواعي دعوته فهو يريد الانفراد بالرئيس الفلسطيني لفرض إملاءات إدارته وشروطها وخاصة من حيث المقاربة التي يراها صالحة لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين والتي تتعارض معارضة صريحة مع فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة والاكتفاء فقط بمنح الفلسطينيين بعض المزايا الاقتصادية تغنيهم عن مطلبهم بإقامة دولتهم المستقلة. والمفاوضات التي يريد نتانياهو وفق منطقه أن يجريها مع الرئيس الفلسطيني يجب أن تتم حسب سلسلة شروطه المسبقة ولاءاته التي وضعها قبل البدء في أية مفاوضات سلام وهي لا وقف للاستيطان ولا عودة للاجئين ولا قدس للفلسطينيين ولا جيش للدولة الفلسطينية القادمة حتى تكون هذه الدولة مجرد كيان منفصل لقطعتي ارض واحدة في الضفة وأخرى في قطاع غزة وتخضع لسلطة الكيان الإسرائيلي المحتل. والأكثر من ذلك أن نتانياهو يدرك أن دعوته لن تلقى من يقبل بها في الجانب الفلسطيني وخاصة بعد أن أكد الرئيس الفلسطيني مرارا انه لن يجلس مع الوزير الأول الإسرائيلي إن هو أصر على مواصلة الاستيطان ورفض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. ويمكن إدراج تصريحات الوزير الإسرائيلي في سياق مساعيه لخلط أوراق الإدارة الأمريكية التي تؤكد على خيار الدولتين وتراهن على تحريك عملية السلام المجمدة وفق هذه المقاربة التي رفضها نتانياهو إلى حد الآن. ومن جهة أخرى؛ طالب المفتي العام للقدس الشريف والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين الهيئات والمنظمات الحقوقية الدولية بضرورة التدخل لوضع حد للاستفزازات الإسرائيلية ضد المقدسات الفلسطينية. وقال الشيخ حسين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي سمحت بتصوير استعراض فني شارك فيه رجال ونساء استخدموا الكاميرات التلفزيونية وجعلوا المصلى المرواني والمسجد الأقصى المبارك خلفية لهذا التصوير. وأكد على أن ما جرى يتعارض مع حرمة دور العبادة والأماكن المقدسة ومحملا سلطات الاحتلال مسؤولية هذه الهجمة الشرسة ضد المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك. كما أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإبعاد إمام المسجد الأقصى المبارك الشيخ علي العباسي واصفا القرار "بالخطير جدا" ويهدف إلى تفريغ المسجد من الأئمة والعلماء والتدخل في شؤون المسجد الداخلية.