الليلة العاشرة من ليالي المهرجان الثقافي الإفريقي لم تكن مثل سابقاتها بقصر المعارض الصنوبر البحري، حيث امتلأت بجمهور غفير من عائلات وشباب جاءوا للتّرفيه عن أنفسهم في سهرة إفريقية حالمة قادت الجميع إلى أدغال إفريقيا حيث الطبيعة العذراء والصراع من أجل البقاء، حيث أمتعت الفرق المشاركة الحضور لدرجة التصفيقات الحارة وطويلة المدى، كما أعطى حضور فرقة "راينا راي" البلعباسية السهرة نكهة خاصة، حيث تدفّق الجمهور بقوّة مع قروب الوقت المقرّر للفرقة الجزائرية. في سهرة أوّل أمس تعزّز البهو بأكثر من 250 كرسيا خصّص لاستقبال العائلات التي تدفّقت بقوّة لمشاهدة الرقصات المبرمجة للسهرة، حيث قدّمت فرقة "قومبوسي" لإفريقيا الجنوبية كوكتالا من الرقصات التقليدية ترجم واقع الحياة في جنوب إفريقيا بمسرّاته وأحزانه في لوحة سينوغرافية رائعة. أما فرقة "دوقون" المالية فقد أبدعت في تصوير المشاهد الإفريقية في قلب الأدغال، حيث الصراع في الصحاري مع الحيوانات المفترسة، فقدّمت رقصة الصياد والصراع مع الحيوانات المفترسة وهي صورة تظهر آلية الدفاع عن النفس من أجل البقاء، ثم قدّمت صورة أخرى تتمثل في "التهيئة للحرب" على الطريقة القديمة حيث رقص السينوغرافيون لأزيد من نصف ساعة على وقع الطبول، وقد تفاعل الشباب بقوّة مع العروض المقدّمة وراحوا يقلّدون الأصوات التي يطلقها الراقصون الذين تزيّنوا بألبسة من عمق إفريقيا تمثّلت في القواقع البحرية والأصداف المتوسطة الحجم والمزيّنة بالمرايا إلى جانب ألبسة من الريش الطبيعي مختلف الألوان، الأخضر رمز البقاء والحياة، الأحمر، الأصفر والبرتقالي إلى جانب الأسود لون الوقار. فرقة "راينا راي" البلعباسية التي استقطبت الأعداد الهائلة من عشّاق الفن الجزائري، صنعت أجواء من البهجة والحبور أوساط الشباب الذي رقص طويلا على أنغام "السلام عليكم"، "لا لا فطيمة" ،"أطيل الطايلة"، و"ما اصرالنا" لأزيد من ساعتين حيث استطاعت الفرقة أن تعود بالجمهور إلى زمن الفن الجميل، وهو الأمر الذي تترجمه مشاركة الجمهور في أداء كل الأغاني ... ولم تفوّت الفرقة فرصة تقديم مقطع من أغنية "سبحان الله يا لطيف" للحاج محمد العنقا والتي نالت بدورها تصفيقات حارة جدا. وقد قال الصديق عضو فرقة "راينا راي" ل"المساء" أنّ الجمهور الجزائري متعطّش للفن الأصيل، وهو الأمر الذي يترجم فرحته في هذه الليلة وكفرقة فنية جاءت خصيصا لإمتاع الجمهور العاصمي، وعن المهرجان الإفريقي قال أنّه فرصة ذهبية لتبادل الثقافات بين أبناء القارة الواحدة.