يتوجه أكثر من 1,2 مليون ناخب موريتاني اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد ليضعوا بذلك حدا لخمسة عشر شهرا من حالة ترقب واحتقان سياسي زاد من عزلة موريتانيا في الساحة الدولية.ويدخل سباق الوصول إلى قصر الرئاسة في نواقشوط تسعة مرشحين يمثلون كل الأطياف السياسية من اليمين واليسار والعسكر والإسلاميين والزنوج المناهضين للرق. ويتنافس على كرسي الرئاسة كل من محمد ولد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للدولة الذي قاد انقلاب أوت الماضي وأحمد ولد داداه زعيم المعارضة الموريتانية ورئيس "تكتل القوى الديمقراطية" وعلى ولد محمد فال رئيس المجلس العسكري ما بين 2005 و2007 ومسعود ولد بلخير مرشح الجبهة المناهضة للانقلاب ورئيس الجمعية الوطنية في عهد الرئيس سيدي الشيخ عبد الله وصار إبراهيما أحد زعماء السود الموريتانيين وكان حميدو بابا نائب رئيس "تكتل القوى الديمقراطية المعارض " وجميل منصور رئيس حزب تواصل الإسلامي وحماده ولد اميمو سفير موريتانيا في الكويت وصالح ولد حننا رئيس حزب "حاتم". ولكن السباق سيكون محصورا بشكل اكبر بين المرشحين الأربعة الأوائل، الجنرال محمد ولد عبد العزيز والعقيد اعلي محمد ولد فال وزعيم المعارضة احمد ولد داده ومسعود ولد بلخير الذي وقف في وجه قائد المجلس العسكري الذي أطاح بنظام الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله. وهو ما يجعل من احتمالات خوض الدور الثاني مطروحا ليفتح الباب حينها أمام تحالفات جديدة بين كل المرشحين والأحزاب المتنافسة على الساحة السياسية الموريتانية. وانتهت أمس الحملة الانتخابية التي دامت لقرابة الأسبوعين عمل طيلتها المرشحون على الترويج لبرامجهم في تجمعات ماراطونية في مختلف المناطق لم تخلو من انتقادات وتهم بلغت حد تبادل الشتائم ومختلف الاتهامات بما فيها تهم الخيانة بين المرشحين وخاصة بين الجنرال محمد ولد عبد العزيز والمرشحين الآخرين من أحزاب المعارضة. وكان ولد عبد العزيز فجر قنبلة قوية المفعول في أوساط منافسيه عندما اتهم جبهة المعارضة السابقة بالتعامل مع اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة للضغط عليه بالإضافة إلى تهم باتجاه مرشحين آخرين بنهب أموال عمومية وسرقة أموال البنك المركزي سنة 2004 وأكد انه سيعمل في حالة انتخابه على إحالتهم جميعا على العدالة للاقتصاص منهم. وفهم مسعود ولد بلخير مرشح المعارضة التي وقفت في وجه الجنرال محمد ولد عبد العزيز أن الرسائل الساخنة موجهة إليه وهو ما جعله يؤكد أن زعيم الانقلابيين لن يصبح أبدا رئيسا للبلاد التي قادها خلال اقل من عام إلى الهاوية. وبين هذا وذاك فضل زعيم المعارضة الموريتانية أحمد ولد داده الابتعاد عن كل أساليب القدح والانتقاد وانتهج لغة معتدلة في تعامله مع خصومه الآخرين إلى درجة أكد بأنه في حال فوزه سيقوم بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حتى وزراء من الحكومة الحالية إن كانت تتوفر فيهم الكفاءات اللازمة. وكان وزير الإعلام الموريتاني احمد ولد احمد عبد أكد مساء أمس أن كل الظروف مهيأة لإتمام العملية الانتخابية حتى وان اعترف بوجود بعض الصعوبات التنظيمية وخاصة ما تعلق بتوزيع بطاقات الناخبين وإيصال أوراق التصويت إلى الخارج وخاصة باتجاه بعض الدول البعيدة مثل الصين. وينتظر أن يشرف على العملية الانتخابية 250 مراقبا من الاتحادين الإفريقي والأوروبي والمنظمة الدولية للفرنكوفونية والجامعة العربية.