أسدى والي العاصمة، محمد رابحي، تعليمات صارمة فيما يخص إعادة تهيئة وترميم القصبة السفلى، بقلب العاصمة، تتمثل في الرفع من وتيرة الإنجاز، نظرا لأهمية هذا المشروع، ومراعاة النوعية في عمليات الإنجاز، وتنظيف المحيط، والإسراع في رفع الردوم المتواجدة بساحة المسمكة، للحفاظ على الموروث التاريخي الذي تزخر به "مدينة الجزائر". أكد رابحي، خلال الزيارة التي قادته إلى القصبة السفلى، على التعجيل في مشروع ترميم البنايات والقصور، حيث تجري أشغال إعادة تهيئة وتأهيل العمارات الواقعة برواق "مالاكوف"، أين يقع المقهى الذي كان ملتقى للفنانين، وعلى رأسهم عميد الأغنية الشعبية الراحل "الحاج محمد العنقى". تشمل عملية الترميم أيضا، قصر "حسن باشا" الذي بلغت نسبة تقدم الأشغال على مستواه حوالي 35 بالمائة، بالإضافة إلى المقر السابق للمقاطعة الإدارية لباب الوادي، أين تم اختيار المؤسسة المكلفة بإنجاز المشروع، والتي سيتم تنصيبها لمباشرة الأشغال، بعد الانتهاء من إجراءات الصفقات. كما عاين والي العاصمة، أشغال الترميم التي تتم على مستوى "الدهاليز" الواقعة تحت ساحة الشهداء، والتي تعود إلى الفترة العثمانية. وتوجه الوالي أيضا إلى ساحة المسمكة، أين تم هدم البنايات الآيلة للسقوط، والتي كانت متواجدة على مستواها، حيث تعمل مصالح الولاية على جعلها فضاء للنزهة والترفيه للعائلات، واسترجاع العلاقة المتينة التي كانت تربط العاصميين بالواجهة البحرية. وشدد رابحي، على ضرورة الانتهاء من أشغال كل الورشات الخاصة بمشروع إعادة ترميم القصبة، والتقيد الصارم بدفاتر الشروط المبرمة، داعيا إلى رفع رهان الجودة والنوعية، بما يضمن تحويل هذا الموروث الأثري والثقافي إلى مقصد سياحي هام بامتياز. ألح نفس المسؤول، على ضرورة التحكم الجيد في هذا المشروع الأثري التاريخي والثقافي، الذي يضرب بأطنابه في عمق التاريخ، ويعكس أصالة وعراقة مدينة الجزائر المحروسة منذ القرن 16، والاجتهاد أكثر، ومضاعفة الجهود لكسب السباق مع الوقت، قصد تفادي المزيد من التأخر فيما يتعلق بتقدم مختلف الأشغال. وبعد معاينته الميدانية لمختلف ورشات الأشغال المفتوحة، واستماعه لشروحات مستفيضة حول المرافق التاريخية والأثرية الملحقة بهذا المشروع، طالب الوالي من الجهات المكلفة بتسيير ملف ترميم القصبة، بضرورة الإسراع في أشغال الترميم لإعادة الوجه الحسن للعاصمة. للعلم، فإن الزيارة تمت بحضور مدراء المؤسسات الولاية وإطارات الولاية، والمؤسسات المنجزة للمشاريع.