ذكرت مصادر رسمية أفغانية أمس أن مباني حكومية ومطارا تعرضوا لهجومات انتحارية شرق البلاد مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص بعضهم من عناصر جهاز المخابرات الأفغانية. وأكد محافظ إقليم بكتيا أن مسلحين هاجموا مركز المخابرات الأفغانية في مدينة غارديز ومكتبا تابعا لإدارة الإقليم مما أسفر عن مقتل 6 مسلحين و3 من عناصر الاستخبارات. وأكدت مصادر الشرطة الأفغانية عن مقتل مسلحين اثنين برصاص قوات الشرطة عند مهاجمتهم مطارا في مدينة جلال أباد عاصمة إقليم نانجاهار. وتواصلت خسائر القوات الدولية في أفغانستان بوتيرة متسارعة جعلتها توضع في حالة استنفار قصوى لمواجهة الوضع وتحسبا لأية مفاجآت غير سارة والتي بدأت تعترضها في محافظات جنوب وشرق أفغانستان. وكان جندي بريطاني لقي مصرعه أول أمس ليكون بذلك الجندي البريطاني الثامن عشر الذي يلقى حتفه في المستنقع الأفغاني خلا الشهر الجاري في حصيلة جعلت الوزير الأول البريطاني غوردن براون في حرج كبير وأمام سيل من الانتقادات المتلاحقة من طرف حزب المحافظين وحتى من قيادة القوات الملكية البريطانية التي طالبته بمزيد من العتاد والإمكانيات العسكرية إن كان لا يريد الوقوع في نفس المستنقع الذي وقع فيه سابقه طوني بلير في العراق وكان سببا مباشرا في رحيله من منصبه. وهو نفس الوضع الذي أصبحت تواجهه القوات الأمريكية التي استيقظت على واقع ميداني مرير بعد المقاومة التي أبداها عناصر حركة طالبان وإفشالهم لعملية "مخالب الفهد" التي تريد القوات الدولية المحتلة لهذا البلد تنفيذها لإخراج حركة طالبان من مواقعها الإستراتيجية وخاصة في مقاطعة هلمند في أقصى شرق البلاد. ولقي جندي أمريكي آخر مصرعه أمس أيضا بعد مصرع أربعة جنود أمريكيين ضمن قوات المساعدة الأمنية الدولية الذين قتلوا شرق افغانستان في انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة على طريق تسلكه دوريتهم. ليضاف هؤلاء القتلى إلى عشرات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في هذا البلد لترتفع حصيلة القتلى الأمريكيين خلال هذا الشهر إلى 33 جنديا و117 منذ بداية العام الجاري و747 منذ الإطاحة بنظام طالبان سنة 2001. ويتوقع عدد من المتتبعين أن تعرف وتيرة القتلى منحى تصاعديا خلال الأيام والأسابيع القادمة في وقت تصر فيه القوات الأمريكية على مواصلة هجومها لمعاقل طالبان وتنظيم القاعدة في مسعى لتأمين محافظات جنوب وشرق أفغانستان على مقربة من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأفغانية في العشرين من الشهر القادم. ويشن قرابة عشرة آلاف جندي أمريكي وبريطاني أوسع هجوم على منطقة هلمند منذ نهاية الشهر الماضي في محاولة للقضاء على معاقل طالبان وفرض سيطرة كلية عليها تمهيدا لمواصلة زحفها خلال الأشهر القادمة إلى غاية القضاء عليها. ويبقى هذا الرهان مستحيلا على الأقل في الوقت الراهن وحسب المعطيات الميدانية وأيضا حسب تجربة الماضي التي منيت فيها القوات الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بنكسة عسكرية غير مسبوقة حيث عادت أدراجها خائبة من متاهة جبال تورا بورا وقندهار.