تواترت المعلومات والأخبار، أمس، التي تفيد ببلوغ صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" والكيان الصهيوني بوساطة قطرية مراحلها النهائية باعتبارها واحدة من أهم القضايا التي أخذت حيزا كبيرا من الاهتمام الدولي بالنظر إلى عدد الأسرى الواقعين في قبضة المقاومة من جهة ومن جهة ثانية تفاوض حماس من موقع قوة. جدّدت قطر التي تلعب دور الوسيط لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى التأكيد بأن اتفاقا بات وشيكا للإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى حماس مقابل هدنة في القطاع الذي لا يزال يتخبط منذ 46 يوما تحت القصف الصهيوني الدموي . من جهتهم، أكد مسؤولو حماس على رأسهم رئيس مكتبها السياسي، اسماعيل هنية، أن الحركة "تقترب من التوصل لاتفاق حول هدنة" مع إسرائيل، موضحا في بيان صحافي أمس، "حماس سلمت ردها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصل لاتفاق الهدنة". ونفس التصريحات أدلى بها عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، خليل الحية، الذي قال إنهم في انتظار رد الاحتلال الإسرائيلي بشأن اتفاق الهدنة الإنسانية في قطاع غزة بعد أن سلمت الحركة ردها للجانبين المصري والقطري. وقبل ذلك قال القيادي في حماس، عزت الرشق، إن الحركة اقتربت بشكل أكبر من الإعلان عن اتفاق هدنة خلال الساعات المقبلة مع إسرائيل، معتبرا أن الاتفاق سيكون مقبولا للمقاومة. وفي نفس سياق المؤشرات القوية على قرب تنفيذ مثل هذه الصفقة، قال وزير جيش الاحتلال، يواف غالانت، "نقترب من صفقة تبادل الأسرى وسنطالب الجميع باتخاذ قرارات صعبة في الأيام القادمة". ووفقا لمصدر أمني مصري لم يكشف عن هويته فان الاتفاق يتضمن الإفراج عن 50 أسيرا لدى حماس بين نساء وأطفال، مقابل الإفراج عن 75 امرأة وطفلا من الأسرى الفلسطينيين لدى الكيان المحتل، مضيفا أن المساعدات التي تمر من معبر رفح ستزداد بمعدل 200 شاحنة يوميا، كما سيتم إدخال الوقود بشكل يومي. وأكدت وسائل إعلام عبرية أن صفقة تبادل الأسرى مضمونة، مشيرة إلى إمكانية تمديد الهدنة في حال ما تم الإفراج عن مزيد من الرهائن والأسرى من كلا الجانبين خاصة من النساء والأطفال، مع السماح بإدخال الوقود وزيادة حجم المساعدات الإنسانية. وبقراءة بسيطة لمضمون الصفقة يتأكد أن حركة حماس قد فرضت شروطها وهي التي تتفاوض من موقع قوة بدليل فشل قوات الاحتلال الذين يشنون حربا برية عنيفة في غزة من تحرير ولو رهينة واحد وهي التي أكدت منذ اليوم الاول لتنفيذ اجتياحها البري أن من بين أهم أهدافه تحرير الرهائن. يذكر أن المتحدث باسم كتائب القسام، ابو عبيدة، كان تحدث عن استعداد الحركة لتنفيذ صفقة لتبادل الاسرى مقابل تبييض معتقلات الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين الذي يصل عددهم إلى نحو 6 آلاف أسير. كما أوضح أنه يمكن تنفيذها جزئيا أو كليا.