❊ نقص التنسيق بين البلديات ومختلف المصالح القطاعية ❊ الجماعات المحلية تواجه صعوبات في توفير الوسائل والموارد البشرية أكد تقرير لمجلس المحاسبة لسنة 2023، أن تسيير خدمة النّقل المدرسي لا زالت دون المستوى المطلوب التي حددتها الأحكام التنظيمية الجديدة لهذه الخدمة، رغم الجهود الكبيرة المبذولة من طرف السلطات العمومية لتلبية الاحتياجات في هذا المجال، حيث قدر العجز بأكثر من 7 ألاف حافلة للتكفل بكل الخطوط. وجاء في التقرير بأن العديد من البلديات تأخرت في إنشاء الهيئات الاستشارية المنصوص عليها في النصوص التنظيمية وضمان سيرها، كما لم تقم بتكييف هياكلها التنظيمية بما يسمح بضمان تحكم جيد في برمجة خدمة النقل المدرسي، بالإضافة إلى ذلك فإن أغلب البلديات خاصة الفقيرة منها لم تستطع تحمل تكاليف خدمات النّقل المدرسي، بسبب عدم كفاية الإعانات الممنوحة لها، كما تواجه بلديات أخرى صعوبات في توفير وسائل النّقل والموارد البشرية من سائقين ومرافقين. وأشار تقرير مجلس المحاسبة، إلى أن هذه الخدمة العمومية لا تسير في أحسن الظروف كما هو منصوص عليه في الإطار التنظيمي الجاري العمل. وشملت العملية الرقابية التي مست السنوات من 2018 إلى 2020، عينة متنوعة من البلديات في المناطق الحضرية شبه الحضرية والريفية، تم اختيارها على أساس عدة معايير من أهمها التمثيل الجغرافي والديمغرافي وعدد التلاميذ المستفيدين وكذا أهمية المبالغ المخصصة لتمويل هذه الخدمة. وخلال الدخول المدرسي 2022 - 2023، تم على المستوى الوطني إحصاء 11029 حافلة مخصصة للنقل المدرسي، وقد تم تدعيم هذا العدد بكراء 6060 حافلة عن طريق اتفاقيات بين البلديات ومتعاملين خواص، وهو ما ضمن نقل 988368 تلميذ من إجمالي التلاميذ المتمدرسين، إلا أن الملاحظ حسبما جاء في التقرير أن وضعية هذه الخدمة العمومية تبقى دون المستوى المنصوص عليه في النص التنظيمي المتعلق بالنقل المدرسي، مما يتطلب تحسينها فالبلديات أصبحت تواجه يوميا العديد من العوائق المتمثلة في غياب الدقة في تحديد احتياجاتها إضافة إلى عدم التحكم في عمليات الكراء لدى الخواص، ونقص التنسيق بين البلديات ومختلف المصالح القطاعية المعنية. وكشف التقرير، أن التسيير اليومي للنّقل المدرسي على مستوى البلديات موزع على عدة هياكل تفتقد إلى التنسيق بينها، كما أن العديد من الولايات لم تقم بإنشاء اللجنة الاستشارية للنّقل المدرسي للولاية، إلا بعد التحريات التي باشرها مجلس المحاسبة بالرغم من أهميتها.