تدفقت، أمس، قوافل الأنصار الجزائرية بأعداد كبيرة وقياسية على مدينة بواكي، من أجل حضور أول مباراة للمنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا أمام أنغولا (لعبت سهرة أمس)، حيث سافر المئات منهم إلى كوت ديفوار في سفريات منظمة وأخرى فردية، من الجزائر ومن بعض الدول الأوروبية، خاصة فرنسا، ما يؤكد تعلق الجزائريين الكبير ب"الخضر" وشغفهم بكرة القدم، وهم الذين تعلوهم ثقة كبيرة في تسجيل نتيجة تاريخية في كوت ديفوار، ولما لا إضافة النجمة الثالثة إلى قميص المنتخب الوطني. توجه أنصار المنتخب الوطني إلى كوت ديفوار، عبر سفريات نظمها النادي السياحي الجزائري، وبدعم مباشر من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي قرر تخفيض تكاليف السفر ومتابعة مباريات الدور الأول بخمسين بالمائة، في حين تكفل المتعامل التاريخي للهاتف النقال بنقل بعض المناصرين أيضا، وفق نفس المخطط، كما قامت وكالة سياحية خاصة، بتنظيم رحلة أخرى للمناصرين الجزائريين، الأمر الذي قد يرفع عدد المناصرين المتوقعين متابعتهم مباريات الدور الأول إلى حوالي 1200 مناصر، في انتظار إطلاق مخطط جديد في حال تقدم زملاء محرز في المنافسة القارية. تقسيم المناصرين بين مدينتي ياماسوكرو وبواكي كان المنظمون لرحلات أنصار المنتخب الوطني، قد قرروا توزيعهم على مدينتي ياماسوكرو (العاصمة السياسية لكوت ديفوار) وبواكي، حيث أقام نسبة كبيرة منهم في المدينة الأولى، التي تبعد عن بواكي، التي تحتضن مباريات "الخضر"، بحوالي 120 كلم، بعد أن تعذر إيجاد أماكن إقامة كافية في بواكي، مقارنة بياماسوكرو، حيث لا تتوفر مدينة بواكي على هياكل فندقية كافية، لاستقبال ذلك العدد الكبير من الأنصار، ولن يجد الجزائريون أي مشكلة في التنقل إلى بواكي، لأن الرحلة لن تستغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة، حيث سيتم نقل المشجعين عبر حافلات وفي سفرية جماعية منظمة، لتسهيل مهمتهم، في حين أن بعض الأنصار الموجودين ببواكي، لديهم العديد من التسهيلات، بحكم قرب مقر إقامتهم من ملعب السلام في بواكي. أجواء احتفالية لم تتوقف منذ يوم الأحد احتفل الجزائريون المتواجدون بمدينة بواكي، منذ يوم الأحد، ولساعات طويلة من الليل، من أجل تأكيد وجودهم في هذه المدينة ومحاولة منافسة أنصار منتخب بوركينافاسو، المتواجدين بكثرة هنا، لكن ظهورهم الفعلي غير ملموس، إلا أيام المباريات، على عكس ما يقوم به أنصار المنتخب الوطني، الذي استأجروا العديد من الدراجات النارية، (وسيلة النقل الشعبية هنا في بواكي) والسيارات، وجابوا بها شوارع المدينة ليلا، وسط الأهازيج الجماهيرية الشهيرة، وفي مقدمتها عبارة "وان تو ثري فيفا لالجيري"، التي باتت على لسان كل الإيفواريين، مؤخرا، ويرددونها كلما صادفوا الجزائريين، الذين صنعوا أجواء خاصة جدا، جعلت الإيفواريين يشاركونهم احتفالاتهم ويصورونها بهواتفهم النقالة. أغاني "الخضر" تدوي في سماء بواكي برزت الجماهير الجزائرية المتواجدة في بواكي، بترديد الأغاني الشهيرة للمنتخب الوطني في كل مكان، خاصة أن البعض منهم جلب معه حتى مكبرات صوت عملاقة، تم نصبها أمام مقر إقامتهم، وبث الأغاني الرياضية والجزائرية عبرها، في أجواء احتفالية غير مسبوقة هنا في هذه المدينة الإيفوارية، التي لم يسبق لها معايشة مثل هذه التجربة، وكانت نفس الأجواء حاضرة في مدينة ياماسوكرو أيضا. المناصرون طالبوا بوضعهم في نفس المدرجات إلى ذلك، سعى العديد من أنصار المنتخب الوطني، إلى مطالبة المسؤولين على تأطير عملية دخولهم إلى ملعب السلام، بضرورة وضعهم في نفس المدرجات، بدل توزيعهم على مدرجات الملعب، حتى يظهر تأثيرهم الفعلي عددا وصورة، في حين أن التذاكر التي وزعت على المناصرين، تحمل ترقيمات مختلفة وموزعة على مدرجات مختلفة بملعب السلام. أغلب ولايات الوطن حاضرة والمغتربون بقوة كان لمبعوث "المساء" حديث مع العديد من المشجعين، الذين وصلوا إلى بوركينافاسو، وتقاطروا على بلد "الكان" من العديد من ولايات الوطن، على غرار العاصمة وبومرداس وتيبازة ووهران وتلمسان والشلف وسطيف وبرج بوعريريج وقسنطينة وعنابة وغيرها من الولايات الأخرى، في حين كان تمثيل المغتربين قويا هو الآخر، بعد أن تنقل مشجعون من عدة مدن فرنسية، على وجه التحديد، في تقليد راسخ لدى هؤلاء، الذين لا يفوتون أي فرصة لمساندة "الخضر" خارج الوطن، مهما اختلف المكان والزمان. الأنصار مرتاحون لظروف السفر والإقامة عبر العديد من المناصرين، الذين تحدثوا إلى موفد "المساء" إلى بواكي، عن ارتياحهم لظروف السفر والإقامة، خاصة أن الرحلة إلى كوت ديفوار كانت مباشرة هذه المرة، وجنبتهم عناء السفريات الطويلة والمرور عبر عدة مطارات، والانتظار لعدة ساعات، كما حدث لبعضهم خلال سفرية الكاميرون الأخيرة في كأس أمم إفريقيا 2022، في حين وصفوا ظروف الإقامة بالجيدة، وعلى وجه التحديد لقربها من الملعب وتواجدها في وسط المدينة. تفاؤل كبير يحذو الجماهير الجزائرية لتكرار سيناريو مصر كشفت الجماهير الجزائرية المتواجدة هنا بكوت ديفوار، عن تفاؤل كبير بخصوص قدرة "الخضر" على تحقيق إنجاز كبير في "كان 2023"، والحصول على النجمة الثالثة لعدة اعتبارات، ولعل أبرزها تشبيه الظروف الحالية لتحضير زملاء محرز ومعنوياتهم العالية بتلك التي عاشوها في مصر عام 2019، والتي جاءت آنذاك في وقت أراد الجميع رد الاعتبار لكرة القدم الجزائرية، وهي نفس المعطيات الحالية، بعد خيبتي "كان" الكاميرون ومونديال قطر 2022. الدعم الكامل لجمال بلماضي أصر المناصرون الجزائريون، من خلال أهازيجهم وتصريحاتهم، على إبراز دعهم الكبير والطلق لجمال بلماضي، خلال كأس إفريقيا للأمم، مشيرين إلى أنه يثقون في قدرته على النهوض مجددا بالمنتخب الوطني وقيادته إلى منصات الألقاب، كما أكدوا أن "الخضر" بحاجة إلى التدعيم في الفترة الحالية، ووضعهم في أحسن الظروف، لتسجيل نتائج جيدة. الراحل "كادي" في أذهان الأنصار عبر العديد من المناصرين، الذين تحدثوا إلى "المساء"، وعلى وجه التحديد، أصدقاء المشجع المعروف، الراحل كادي، عن حزنهم وتأثرهم لعدم تواجد الأخير معهم هذه المرة، وهو الذي كان بمثابة قائد مجموعتهم، ولسنوات طويلة، بدليل أن هذه المجموعة ستحضر لكأس إفريقيا رقم ثمانية لهم. حفزهم بتنقل الأنصار الكبير وتطلعات الجزائريين.. بلماضي تحدث كثيرا مع اللاعبين وركز على شحنهم نفسيا قالت مصادر "المساء"، المقربة من المنتخب الوطني، بأن الناخب الوطني جمال بلماضي، ركز كثيرا خلال الساعات التي سبقت مواجهة أنغولا (أمس)، على التحضير النفسي ومحاولة شحن لاعبيه لتقديم أفضل ما لديهم، متسلحا بالكثير من الحوافز، وفي مقدمتها التنقل الجماهيري الكبير إلى كوت ديفوار، والآمال الجزائريين العالية، بخصوص تسجيل زملاء بن سبعيني نتيجة أفضل بكثير من تلك "المخيبة" في كأس إفريقيا بالكاميرون. وشوهد جمال بلماضي، في العديد من المناسبات، وحتى قبل بداية الحصص التدريبية، وهو يتحدث إلى مجموعة مختلفة من اللاعبين في كل مرة، حيث قام بتذكيرهم بإستراتيجيته التكتيكية خلال هذه البطولة، وما ينتظرهم منهم، قبل أن يعقد معهم اجتماعا، أول أمس، ركز فيه على العامل النفسي كثيرا، حيث ذكر بلماضي زملاء زروقي بضرورة رد الاعتبار، عقب خيبة كأس إفريقيا الأخيرة في الكاميرون، فضلا عن محاولة الارتقاء إلى تطلعات الأنصار، الذين تنقلوا بقوة إلى كوت ديفوار، وكل الجزائريين على العموم، خاصة بعد أن تم تداول فيديوهاتهم على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، شاهدها اللاعبون باهتمام كبير جدا. من جهة أخرى، كان لمدرب "الخضر"، وحتى بعض كوادر المنتخب، في صورة سليماني ومحرز ومبولحي، عمل كبير مع الوافدين الجدد واللاعبين الشباب، الذين يخوضون المنافسة الإفريقية لأول مرة في مشوارهم الكروي، على غرار ريان آيت نوري وياسر لعروسي وفارس شايبي وحسام عوار، حتى يضعونهم في أحسن الظروف، ويسهلون مهمة تأقلمهم مع الأجواء الإفريقية، لاسيما أنه سيلعب بعضهم أدوارا رئيسية خلال هذه المسابقة، مثل آيت نوري وشايبي المرشحين للعب أساسيين، في حسابات الناخب الوطني، جمال بلماضي، وحرص مصدر "المساء"، على إبراز الدور الكبير الذي يقوم به الحارس مبولحي، صاحب الخبرة الطويلة من هذه الناحية، مشيرا إلى أن الحارس المعروف خارج المستطيل الأخضر، بانعزاله وابتعاده عن الأضواء، يؤدي دورا محوريا في تأطير اللاعبين الجدد في المنتخب الوطني. أصداء الجزائريون يغزون الأسواق الشعبية لم تتردد الجماهير الجزائرية في التجول بكل حرية وسهولة، في مدينتي بواكي وياماسوكرو، وعلى وجه التحديد في الأسواق الشعبية، واكتشاف الثقافة الإفريقية، وأسلوب الحياة البسيط هنا في هاتين المدنيتين الداخليتين، على عكس ما هو الحال في مدينة أبيدجان، العاصمة الاقتصادية للبلد، التي تتميز بكثافتها السكانية ومساحتها الكبيرة. سكان بواكي وياماسوكرو مسالمون ومضيافون يتميز سكان مدينتي بواكي وياماسوكرو بحسن الضيافة، وبكونهم مسالمون إلى أقصى درجة، على عكس ما واجه الجزائريون مثلا، في كأس إفريقيا الماضية بكوت ديفوار، كما أن تواجد الجالية المسلمة هنا بكثرة، سهل من مهمة الجماهير الجزائرية، الذين اندمجوا معهم بسهولة كبيرة. المساجد موجودة بكثرة والجزائريون يكتشفونها وجد الجزائريون المتواجدون في هاتين المدينتين تسهيلات كثيرة جدا، خاصة من ناحية توفر المساجد لأداء فريضة الصلاة، حيث تعج مدينة بواكي بالمساجد، من منطلق أن أغلب سكانها مسلمون، وفي مقدمتها المسجد الكبير المعروف في هذه المدينة، وحرص العديد من المناصرين الجزائريين على زيارة هذه المساجد، والتقاط اصور وفيديوهات تذكارية. التزام كبير بتوصيات الوقاية من مرض الملاريا التزم العديد من المشجعين الجزائريين بتعليمات السلطات الجزائرية، لتفادي الإصابة بمرض "الملاريا"، فبالإضافة إلى تناولهم الأدوية الوقائية الخاصة بهذا المرض، لوحظ أن العديد من المناصرين جلبوا معهم وسائل أخرى للوقاية من لسعات الناموس، فضلا عن تجنب الأكل في الأماكن غير النظيفة أو شرب مياه الحنفيات والعصائر غير المحضرة بالمياه المعدنية، ما يؤكد حرصهم على التوصيات الصحية قبل السفر إلى كون ديفوار. بعضهم اقتنى أدوية خاصة بهذا المرض لم يتوقف حذر المناصرين الجزائريين عند هذا الحد، بل ذهب بعضهم إلى اتخاذ إجراءات استباقية واحترازية أخرى، ومنها شراء الدواء الخاص بالملاريا والمتوفر في الصيدليات هنا بكوت ديفوار، بطريقة عادية، على عكس الجزائر، علما أنه يتم تسويقه رفقة كشف اختبار في حال الشك، بالإصابة بهذا المرض، عند الشعور بارتفاع درجة حرارة الجسم والإصابة بالحمى. الإيفواريون توقعوا فوز الجزائر على أنغولا توقع العديد من الإيفواريين، الذين تحدث إليهم موفد "المساء" لبواكي، فوز المنتخب الجزائري على نظيره الأنغولي، مشيرين إلى أن "الخضر" يتوفرون على العديد من اللاعبين المعروفين والماهرين، الذين يطبقون كرة قدم جميلة جدا، وتكهن العديد منهم بفوز زملاء محرز بثلاثية كاملة. تعزيزات أمنية مشددة في بواكي على عكس ما كان عليه الحال في الأيام القليلة الماضية، شهدت مدينة بواكي منذ الساعات الأولى من صباح أمس، وصول تعزيزات أمنية كبيرة، من أجل تأمين مباراة الجزائروأنغولا، فضلا عن المساهمة في تأطير عملية دخول الأنصار إلى الملعب، وهي الإجراءات الأمنية المعتادة والمعروفة قبل مثل هذه المواعيد الكروية الكبيرة.