تخرجت أول أمس بمدرسة الشرطة لعين البنيان، الدفعة الحادية عشرة لعونات الأمن العمومي في حفل أشرف عليه المدير العام للأمن الوطني، السيد علي تونسي وبحضور ممثلين عن السلطات العسكرية والمجتمع المدني. وتتشكل هذه الدفعة التي أطلق عليها اسم شهيدة الثورة التحريرية فتيحة خوجة، من 492 متخرجة من عونات الأمن العمومي، تلقين تكوينا نظريا وتطبيقيا في مواد قانونية وتقنية ورياضية لفترة تدريبية دامت 9 أشهر. وبعد تفتيش الدفعة، وضع المدير العام للأمن الوطني في مستهل حفل التخرج باقة من الورود أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الواجب الوطني. وألقت بالمناسبة، مديرة المدرسة العميد أول فضلى هدبة كلمة أبرزت فيها المسؤوليات الملقاة على عاتق المتخرجات في حماية الوطن وممتلكاته، تجسيدا - كما قالت- ، لمبدأ "دولة القانون تنطلق من مصالح الشرطة" وأوصت المتخرجات بتحمل مسؤولية حماية المواطنين في أرواحهم وممتلكاتهم واحترام القوانين وتنفيذها بشكل صارم تجسيدا لشعار " تعلم جيدا حتى تحسن الخدمة". وحثت المديرة بالمناسبة، عونات الدفعة على السعي إلى كسب ثقة المواطنين وتعاونهم باعتبارهم - كما قالت- "من يعتمد عليهم نظام الأمن وكذا تمثيل دولة القانون بالانضباط والسلوك الحسن تجسيدا لشعار "دولة القانون تبدأ في صفوف الشرطة". وقد أشرف السيد علي تونسي بعد ذلك، على مراسم تسلم الشهادات والجوائز للمتخرجات المتفوقات الخمس من الدفعة. وبعد أداء يمين الإخلاص وتسليم واستلام العلم، تمتع الحاضرون بعروض خصت حركات تنظيم المرور واستعراضات جماعية حول تقنيات الدفاع وفك وتركيب الأسلحة. وكرمت المدرسة قبل اختتام مراسم التخرج، عائلة الشهيدة التي حملت الدفعة المتخرجة اسمها "فتيحة خوجة" وهي من مواليد 25 فيفري 1925 ببلكور في الجزائر العاصمة أم لثلاثة أبناء، سخرت مالها ووقتها لخدمة الوطن، إلى جانب زوجها المناضل هو الآخر في خدمة القضية الوطنية قبل وبعد اندلاع الثورة. بعد أن ضيقت الأجهزة الأمنية الاستعمارية الخناق عليهما قرارا الفرار والالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني بناحية الأخضرية (باليسترو سابقا) حيث استشهدت فتيجة خوجة سنة 1960 في ساحة المعركة بالمنطقة الثانية للولاية الرابعة بعيدا عن الأسرة والأطفال.