عرف قطاع الصحة بولاية تندوف، في السنوات الأخيرة، قفزة نوعية إثر استفادته من هياكل قاعدية، بإمكانها تلبية احتياجات السكان لا سيما القاطنون ب "مناطق الظل" التي هي في تزايد مستمر. وتتوفر الولاية على مستشفى واحد يتسع لنحو 220 سرير جاهز، و6 عيادات متعددة الخدمات منتشرة عبر مناطق متفرقة من الولاية، و11 قاعة علاج، ومركز لتصفية الدم، و7 مخابر، ومصلحة لطب الأطفال، و15 صيدلية. كما تضم الولاية بلديتي تندوف، وهي مقر الولاية، وأم العسل التي تبعد عنها ب 170 كلم على الطريق الوطني رقم 50. وتنتشر بكل بلدية مجموعة من القرى والتجمعات السكانية. ويجري الحديث عن التغطية الصحية بتندوف، لمعرفة أهم الهياكل التي تتوفر عليها القرى والمداشر المنتشرة بها والمتباعدة؛ كمنطقة لكحال وشنشان اللتين تبعدان عن مقر الولاية بنحو 500 كلم. ويتم تغطية هذه المناطق البعيدة صحيا عن طريق البعثات الصحية المتنقلة، والمجهزة بكل اللوازم الطبية والكافية، وهي لا تتوفر، حاليا، على أي منشآت صحية؛ نظرا لقلة سكانها، ولبعدها عن الحواضر الكبرى، وكون سكانها يتنقلون من مكان إلى آخر؛ بحثا عن الماء والكلأ. وجلهم رحالة وموالون. وكشف مدير الصحة بالولاية عن أهم الهياكل الصحية، ونسبة التغطية الصحية بالمناطق النائية، وكذا أهم المشاريع القطاعية الجديدة التي استفاد منها قطاع الصحة بالولاية. كما سلّط الضوء على برنامج خاص بالتغطية الصحية لفائدة المناطق النائية، الذي يتضمن فرقا متخصصة على مستوى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لبلديتي تندوف وأم العسل، تنشط في إطار العلاج المنزلي؛ حيث تم، حسب المسؤول، في هذا السياق، تنفيذ 120 خرجة ميدانية على مستوى المناطق النائية بتراب بلدية تندوف، خاصة بمنطقة تفاقومت، وغار أجبيلات، ووادي الماء، وطويرف بوعام، وشنشان، ولكحال، مسّت 251 منزل. وتم خلالها تقديم العلاج اللازم ل 2592 شخص. أما على مستوى مناطق بلدية أم العسل النائية، خاصة قرية حاسي منير الحدودية، فقد بلغ عدد العلاجات المقدمة 34، خضع لها 18 مريضا. ويضاف إلى كل ذلك خرجات لفرق متنقلة أخرى، نحو أماكن تواجد البدو الرحّل، والتي بلغت 685 خرجة تم خلالها القيام ب 685 فحص طبي عام، و27 عملية تلقيح، و305 علاج، بينما كان بدو رحّل بلدية أم العسل المنتشرون عبر فضاء الصحراء، معنيين بتلك الفرق المتنقلة؛ بغية فحصهم، وتقديم العلاجات الأولية لهم. وتنحصر أهم العوائق والنقائص التي تحد من نشاط تلك الفرق المتنقلة، في انعدام سيارة إسعاف رباعية الدفع؛ باعتبار السكان يتواجدون بأماكن وعرة وتضاريس صعبة، يصعب الوصول إليهم. ومن الحلول التي يراها القائمون على الشأن الصحي بالولاية مهمة، ضرورة تسجيل عملية اقتناء سيارة صالحة لكل الأرضيات ضمن البرنامج القطاعي للتنمية. وعن الحالات الاستعجالية التي تحدث على مستوى المناطق النائية، أشار المتحدث إلى أنه يتم تبليغ المصالح الصحية بها عن طريق المندوب البلدي التابع له المريض إقليميا، بالحالة التي تتطلب عملية الإجلاء، فتقوم المصالح الطبية، فورا، بتوفير سيارة لنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. وعن قاعات العلاج التي لم يتم استغلالها بعد، هناك واحدة بمنطقة تفاقومت جاهزة، في انتظار التجهيز من قبل البلدية من ميزانية المخطط البلدي للتنمية. كما توجد منشآت صحية أخرى قيد الإنجاز؛ منها عيادة متعددة الخدمات بحي الحكمة، وهو من الأحياء السكنية ذات الكثافة الكبيرة؛ حيث بلغت نسبة الإنجاز بها 85 ٪. كما يشتكي القطاع من نقص الأطباء الأخصائيين. وأكد لنا مدير الصحة أن كل قاعات العلاج بالمناطق النائية مجهزة وفي الخدمة. وأفاد أيضا بأن القطاع تَعزز ببرامج كثيرة ضمن البرنامج التكميلي الذي استفادت منه الولاية مؤخرا. ويشمل إنجاز مستشفى من 120 سرير ببلدية تندوف، سيفكّ الضغط عن المستشفى المختلط العقيد "سي الحواس" الذي يعرف اكتظاظا كبيرا، إضافة إلى مستشفى للطفولة والأمومة يستع ل 60 سريرا، وإنجاز مصلحة لتصفية الدم. ومن جهة أخرى، استفادت بلدية أم العسل من مشروع إنجاز مستشفى من 60 سريرا، وهو في طور استكمال إجراءات التسجيل النهائية، حسب مسؤولي القطاع. تجدر الإشارة إلى أن الجيش الوطني الشعبي المرابط بالحدود، يقوم بحملات تحسيسية وصحية لفائدة البدو الرحّل عبر مختلف صحاري تندوف، ضمن التقارب بين الشعب وجيشه، علاوة على أن الحماية المدنية ومديرية النشاط الاجتماعي تقومان بتجهيز قوافل صحية وتضامنية لسكان المناطق النائية والبدو الرحّل بكل مناطق الولاية؛ لضمان التكفل بهم صحيا وتضامنيا واجتماعيا من قبل الدولة.