يعترف سكان حي الضفة الخضراء ببرج الكيفان الشاطئ المجاور الذي يحمل الاسم نفسه، الواقع بالمخرج الشرقي للمدينة، وافتتاحه للمرة الثانية، أعاد الكثير من الحركية والنشاط للمنطقة التي كانت عبارة عن "مرقد كبير" نظراً لصعوبة الوصول إليه، جراء المسالك غير المهيأة وفوضى البناء الذي غزا المكان منذ الثمانينيات، دون أن تكون هناك مرافق أو طرق واسعة لتسهيل حركة المرور. لم يكن شاطئ الضفة الخضراء مسموحاً للسباحة قبل عامين نظراً لعدة مشاكل بيئية واجتماعية، ولأن المصالح المعنية قررت توسيع عدد الشواطئ وتوفير مرافق ترفيهية واصطيافية، فإن استهداف الشاطئ المذكور كان مناسباً وجاء في الوقت المناسب، حسب بعض شباب الحي الذين وجدناهم بالقرب من الماء، وكان لإعادة الاعتبار للمرفق أثر إيجابي على سكان المنطقة والأحياء المجاورة، خاصة وأن الملهى والحانة المسماة ب"صوليتار" التي تقع بالشاطئ منعت العائلات لعدة سنوات من التمتع بسحر البحر، فالزائر اليوم للمكان لا يرى إلا مبنىً مهجوراً في شكل أطلال تملأ أركانه الرطوبة والصدأ. فالمار بالطريق الوطني رقم 24 لا تفوته ملاحظة اللافتة الدالة على الشاطئ، ويجد الطريق المؤدي إليه معبداً بشكل جيد، ولم يكن هذا المسلك قبل افتتاح الشاطئ مهيأ، مما يؤكد أن موسم الاصطياف كان نعمة على أهل الحي، لكن بالمقابل لا زالت العديد من المسالك الفرعية الأخرى بحاجة إلى إصلاح. زيارتنا لشاطئ الضفة الخضراء كان في الفترة المسائية، حيث كانت عدة عائلات تحزم أمتعتها للعودة إلى المنزل، ولاحظنا الهدوء يعم المنطقة، رغم خلوها من مركز للدرك الوطني أو الشرطة، لكننا لاحظنا سيارات الدرك تقوم بدورية بالقرب من الشاطئ، وفي هذا السياق ذكر لنا أحد المصطافين المترددين على المكان أن الأمن متوفر، وقد غابت مشاهد المنحرفين ومتاعطي الخمور والمخدرات على جنبات الشاطئ، لكن يظهر من خلال المعاينة أن هذه الظاهرة لم تختف تماماً، وشاهدنا زجاجات الجعة مترامية هنا وهناك، وفسر بعضهم ذلك بكون هذه الفئة تحل بالمكان ليلاً عندما يغادر المصطافون. ويعد شاطئ الضفة الخضراء من المرافق التي تم استرجاعها قبيل عامين، وقوبلت باستحسان المواطنين الذين صاروا يأتونها حتى من البلديات المجاورة، حسب شهادات السكان المجاورين، الذين أكدوا لنا أن الشاطئ لا يزال بحاجة إلى تهيئة واهتمام أكبر، لأن به أجزاءً من الخرسانة وأساسات البناء المهدَّم لا تزال تشكل خطراً على المصطافين، يضاف إلى ذلك أن مساحات أخرى بقيت دون تغطية بالرمال، فالزائر يلاحظ أن الأرضية لم تهيَّأ على أحسن ما يرام، وحسب بعض أعوان الحماية المدنية فإن الشاطئ المذكور وبالرغم من أنه مهيأ للسباحة، إلا أن السباحة ببعض جوانبه تعد خطيرة، فالجزء الرملي محصور بين شاطئين صخريين خطيرين، ولاحظناهم مشغولين بمراقبة بعض الأطفال وهم يسبحون بالقرب من جزء صخري، لكن محدثينا أكدوا أنهم لم يسجلوا أي حالات غرق، فيما قاموا بإنقاذ العشرات من الهلاك، ورغم ذلك فإن العائلات أبدت إعجابها بالشاطئ، كونه قريباً من الحي، ولا يكلفهم بلوغه إلا السير على الأقدام لدقائق معدودات، وقال أحد الشبان الذي وجد ضالته في حراسة السيارات أن الشاطئ بدأ يستعيد مكانته الضائعة منذ سنوات، والدليل أن الحظيرة تغص بالسيارات، لا سيما خلال عطلة نهاية الأسبوع.