أثار انتباهنا نهاية الأسبوع المنصرم التوافد الهائل للعائلات على حمام ملوان المعروف بمياهه الطبيعية المعدنية، وموقعه الخلاب الذي يتوسط جبالا وارفة الظلال بأشجار الصنوبر والزيتون والغابة الاستوائية. والأكثر إثارة ما لمسناه من بعض التصريحات التي استقيناها من العائلات التي تقربنا منها، إذ أكدت أنها لا تنوي مفارقة المكان في شهر رمضان، لاسيما في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة التي لا تقاوم سوى باللجوء إلى الاستمتاع بهواء لطيف أو ظلال لا تبعد عن ضفاف مياه "حمام ملوان" سوى ببضع خطوات، واسترسلت بعض الامهات التي لا تقطن بعيدا عن حمام ملوان في حديثها ل"المساء"، قائلة "ستكون لنا فرصة اللجوء إلى هذا الفضاء المريح والاستجمام في رمضان في النصف الأول من النهار، لنعود إلى البيوت قبل العصر لتحضير موائد الإفطار". وكان من الصعب علينا أن نجد مكانا لتوقيف سيارتنا، حيث ابتعدنا عن المكان بنحو 900 متر، ولم نجد مكانا نجلس فيه لكثرة توافد العائات وتحول المكان إلى أكواخ مصنوعة من القصب الجاف يستغلها بعض المستثمرين الخواص من أجل كرائها للعائلات والأزواج، وقد ساهمت هذه الأخواخ حسب بعض النسوة اللائي تقربنا منهن في ضيق مساحة المكان، فهن غير راضيات عن هذا الوضع الذي حول المكان حسبهن من هبة ربانية واسعة لا تحتكم إلى سلطان البشر إلى أكواخ تمنعهن من المرور نحو المياه، وإن عبرن فليس إلا بشق الأنفس. وتسهر فرق الدرك الوطني التي لا يبعد مقرها عن هذا الفضاء الطبيعي الزاخر سوى ببضعة أمتار على أمن وسلامة الزوار، ما جعلهم يشعرون بالأمن والطمأنينة ويألفون المكان الذي عبروا لنا عنه بأنه مؤنس.