أوباما يدعو الفلسطينيين والإسرائيليين إلى استئناف مفاوضات السلام وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس دعوة للإسرائيليين والفلسطينيين لاستئناف مفاوضات السلام المتعثرة ثلاثة أيام منذ أن أكدت إدارة الاحتلال عن وقف مؤقت للاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وجاءت هذه الدعوة في نفس الوقت الذي ينتظر أن يشرع فيه جورج ميتشل الموفد الأمريكي الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط في جولة جديدة حاملا معه تصوره الخاص لإنهاء الصراع في المنطقة. ويأتي تحرك ميتشل الجديد بعد خمس جولات سابقة استشعر من خلالها مواقف كل الأطراف قبل الانطلاق في مسار سلام على أسس مغايرة لتلك التي ميزت مسارات الإدارات السابقة والتي انتهت جميعها إلى فشل ذريع. وكان روبرت غيبس الناطق باسم البيت الأبيض أكد أن ميتشل سيلتقي الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الأسابيع القليلة المقبلة للاتفاق على الإجراءات التي يتوجب عليهما اتخاذها لإرساء قواعد استئناف المفاوضات". وكانت تسريبات أكدت أن الإدارة الأمريكية أعدت وثيقة جديدة من أجل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستكون في صلب المفاوضات التي يجريها جورج ميتشل في مختلف عواصم المنطقة العربية دون أن يتم تحديد مضمون هذه الوثيقة. ولكن هذه التسريبات تأتي في وقت لم تتمكن فيه الإدارة الأمريكية من إرغام إسرائيل على وقف الاستيطان في الضفة الغربية وعمليات تهويد القدس الشريف وهو ما يجعل كل تحرك دبلوماسي جديد عديم المنفعة مادامت إدارة الاحتلال تصر على وضع العقبات في طريق عملية التسوية النهائية من خلال الاستمرار في ابتلاع المزيد من أراضي الفلسطينيين أمام مرأى الولاياتالمتحدة واللجنة الدولية الرباعية. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن الطرف الفلسطيني لا يفرض أي شروط غير أنه يطالب إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها بمقتضى مضمون خطة خارطة الطريق التي نصت صراحة على وقف كل الأنشطة الاستيطانية. وتعتقد السلطة الفلسطينية أن مشاريع إسرائيل لإقامة آلاف الوحدات السكنية الإسرائيلية خلال السنوات القادمة ستخلق واقعا على أرض هي جزء من أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة. ويتواصل مثل هذا الواقع بعد أن بقيت دعوات الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتجميد كلي للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية دون صدى لدى الطرف الإسرائيلي الذي فضل انتهاج طريق التحدي الواضح لإفشال المقاربة الأمريكية المنادية بحل الدولتين. وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية أنه "لم يتم اطلاع السلطة الفلسطينية إلى حد الآن على أية خطة لاستئناف المفاوضات سوى تصريحات أمريكية عن إصرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما على وضع خطوط تشكل الأساس لمواصلة المسيرة السلمية. ولكن المسؤول الفلسطيني أشار إلى ما أسماه بحركية مشجعة تجري في المنطقة في تلميح إلى التحركات الأمريكية الرامية إلى إلزام إسرائيل بتجميد كامل للاستيطان وعدم وضع أي شروط مسبقة على طريق تسوية تقوم على أساس حل الدولتين.