وقّعت كل من "سونلغاز" و"سوناطراك"، أمس، بمدينة ميلانو الإيطالية، على بروتوكول تفاهم مع الشركة الإيطالية "إيني" من أجل إجراء دراسات مشتركة لمشروع الربط الكهربائي بين شبكات الكهرباء الجزائرية والإيطالية، من خلال إنشاء كابل بحري يربط البلدين حسبما أفاد به المجمعان العموميان. وقّع على مذكرة التفاهم كل من الرئيس المدير العام لسونلغاز، مراد عجال، والرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، وكذا الرئيس التنفيذي لشركة (إيني) الإيطالية، كلاوديو ديسكالزي، حيث يهدف هذا الاتفاق إلى "تحديد الإطار العام وإرساء الأسس والمبادئ التي تتفق بموجبها الأطراف المعنية على إجراء دراسات جدوى مشتركة لمشروع الربط الكهربائي بين شبكات الكهرباء الجزائرية والإيطالية، وهذا من أجل تبادل الكهرباء أو توريدها إلى السوق الإيطالية والأوروبية من خلال إنشاء كابل بحري يربط الجزائر بإيطاليا". وتشمل الدراسات إجراء تقييم تقني وبيئي وقانوني واقتصادي ومالي وتقييمي للسوق، بهدف نهائي يتمثل في إنتاج ونقل وتسويق كهرباء منزوعة الكربون من مصادر متجددة، كما تتضمن وضع جدول زمني مفصل لمراحل المشروع من التصميم إلى التشغيل والدخول في الخدمة. واعتبرت سونلغاز في بيانها هذا "التعاون الاستراتيجي الذي يأتي تنفيذا لتعليمات السيّد رئيس الجمهورية"، بمثابة "خطوة إضافية لتعزيز طموحات الجزائر في التموقع كمورد أساسي للطاقة لاسيما الخضراء نحو أوروبا"، وهذا بالنظر للفائض في إنتاج الكهرباء بفضل الاستثمارات الكبيرة التي تم ضخها في هذا القطاع في السنوات الأخيرة، مما جعل الجزائر واحدة من أكبر الدول المنتجة لهذه الطاقة قاريا". ويأتي ذلك تزامنا مع تجسيد برنامج 15000 ميغاوات من الطاقات المتجددة آفاق 2035، الذي انطلقت سونلغاز في إنجاز أول مرحلة منه تتضمن 3200 ميغاوات، والتي هي قيد الأشغال وستضاف للقدرات الإنتاجية المتوفرة حاليا. من جهته أكد مجمع سوناطراك، أن هذا المشروع "ذو البعد الاستراتيجي للغاية" سيكون "الأول من نوعه"، ويسمح بخلق مركز طاقوي يربط الجزائر بأوروبا، مشيرا إلى أن بروتوكول التفاهم يعزّز التعاون القائم بين المجمع العمومي و(إيني) ضمن بروتوكولي النوايا الاستراتيجية الموقّعين بالجزائر في 23 جانفي 2023، اللذين يهدفان إلى تحديد المشاريع المشتركة المستقبلية المتعلقة بالإمدادات الطاقوية والانتقال الطاقوي وكذا إزالة الكربون.