يلجأ الأطفال الصغار مع اقتراب شهر رمضان من كل سنة إلى الاستعداد لخوض تجربة الصيام، وتكون البداية مجرد تقليد لدى البعض منهم ممن لم يبلغوا بعد سن الخامسة والنصف، بينما يريد البعض الآخر ممن بلغوا سن الثامنة فأكثر لفت انتباه الأهل ليدركوا بأنهم قد كبروا. "المساء" وقفت على أقوال وشهادات بعض الأطفال والأولياء بشأن هذه الظاهرة، بكل من حي الخامس جويلية بالمقرية وحي الباهية بالقبة وجمعت هذه الآراء. الأب عمر 41 عاما: لدي بنت تبلغ من العمر إحدى عشرة سنة، وأنا مقتنع بأنها لن تصوم أكثر من خمسة أيام، غير أنني لن أحرمها منه، لأننا نحن الاولياء بدأنا الصيام بهذه الوتيرة. الأم زينب (43 سنة): ولداي يبلغان الآن من العمر 19 سنة و23 سنة على التوالي، ولم أجد أية مشكلة في تعليمها، هذا الفرض الديني، فقد شرعا في التقليد في سن مبكرة، ولم أكن أجبرهما على الفطور، لأني كنت متيقنة من أنهما سيطلبان الأكل عندما ينفذ صبرهما، وهي الطريقة المثلى للتدريب على الصوم. الأب أحمد (37 عاما): لقد عشت العام الماضي قصة طريفة مع اثنين من بناتي لم يتجاوز عمرها السابعة والتاسعة على التوالي، حيث أنهما كانتا تتنافسان على الصيام، فالبنت الصغرى كانت تثير غضب أمها حين كانت ترفض الأكل رغم أنها كانت تصاب بالدوار وتنام في القسم، ولم تتوقف عن الصوم إلا بعد أن أقنعتها بأن الصيام يشترط عامل السن. صوم الأطفال يخلف طرائف لمسنا الكثير من الإثار ة والضحك لدى الأولياء خلال دردشاتنا معهم، فلكل أب وأم قصة مثيرة ومضحكة مع أبنائهم خلال التجربة الأولى للصيام، بل إن بعض العائلات ظلت تحتفظ بها في الذاكرة لتكون محل نكتة وضحك في السهرات الرمضانية. ومن ناحية أخرى تقول بعض السيدات بأنهن كن يعلمن اطفالهن عدم الكذب، أو اللجوء إلى الأكل خفية والتظاهر بالصوم، لأن من أكل رمضان وتظاهر الصوم فقد كذب على الخالق، ولجأ بذلك إلى فعل الحرام الذي يغضبه.