يمثل تحقيق الأمن الغذائي للجزائر رهانا بأولوية قصوى خلال العهدة الثانية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، التي انطلقت أمس، والتي جدّد في مستهلها التزامه بتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، مقدّما في برنامجه الانتخابي لرئاسيات 7 سبتمبر التي فاز بها، الخطوط العريضة لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي للبلاد. وضع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الفلاحي ضمن أحد أهم الأهداف خلال العهدة الثانية، من خلال خطوط عريضة قدّمها في برنامجه الانتخابي خلال رئاسيات 7 سبتمبر التي فاز بها، ينتظر الشروع في العمل على تحقيقها، استكمالا لمسار الجزائر الجديدة، المنتصرة بإنجازاتها وطموحاتها الكبرى، عبر التركيز على منتجات القمح الصلب والشعير والذرة والحبوب الزيتية والسكر، إلى جانب رفع العقبات فيما يتعلق بالإنتاج الحيواني، على غرار تلك المتعلقة بتربية الدواجن والأبقار والمائيات، وتسوية نهائية لمشكلة تغذية الأنعام ورفع نسبة المساحات المسقية وتنمية الموارد في الهضاب العليا. وفي هذا الإطار تنطلق خارطة طريق برنامج الرئيس تبون لتجسيد هذه الأهداف، من توجيه الجزائر نحو تقوية إنتاج المحاصيل الاستراتيجية من خلال خريطة زراعية مدروسة وفق المعايير العملية لتقليص الاستيراد إلى أدنى مستوياته، وتطوير شعبة زراعة الذرة واستغلالها بكل مشتقاتها لتقليص استيراد الأعلاف وتوفير اللحوم الحمراء والبيضاء، وكذا مواصلة رفع مردودية المساحات المزروعة وتوسيعها عبر الزيادة في مساحات السقي وكمية الإنتاج في الهكتار الواحد في إطار الفلاحة الصحراوية، والعمل على بلوغ مليون هكتار كمساحة مزروعة والتسوية الشاملة لعقود الاستفادة من الأراضي الفلاحية، تشجيعا لاستغلالها الأمثل والأنجع، إلى جانب تعميم الاعتماد على التقنيات العلمية العصرية في تطوير الفلاحة، ومواصلة مدّ خطوط الكهرباء لأغراض زراعية، وكذا إيلاء الأهمية القصوى لدعم بنك البذور الأصلية من أجل إنتاج وافر ونوعي ومواصلة بناء شراكات دولية في قطاع الفلاحة مع دول رائدة وصديقة في الشعب الاستراتيجية. وفي ذات السياق، تنطلق استراتيجية الرئيس تبون من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الاستراتيجية للبلاد، من تعزيز نسيج الصناعات الغذائية والتحويلية تلبية لحاجيات السوق والتصدير، ومواصلة سياسية تحفيز الفلاحين وإشراكهم في صناعة القرارات التي تخص القطاع الفلاحي، وفتح المجال للشباب وتحسيسهم بضرورة المشاركة في تحقيق الاكتفاء الذاتي، إضافة إلى تشجيع مشاريعهم المبتكرة والعلمية في الميدان الزراعي لاسيما المهندسين منهم، وكذا مرافقة شاملة من قبل الدولة لمسار الإنتاج الاستراتيجي من البذر إلى التخزين. وقد أولى رئيس الجمهورية، منذ وصوله إلى سدة الحكم في 2019 عناية فائقة لتحقيق الأمن الغذائي للجزائر، بتسطير استراتيجيات واضحة الأهداف، على غرار إطلاق مشاريع كبرى في القطاع الفلاحي بالجنوب كالشراكة مع القطريين والايطاليين لإنتاج الحليب المجفّف والقمح والبقوليات بولايتي أدرار وتيميمون، وإنجاز الصوامع والمراكز الجوارية لتخزين الحبوب، وتحويل 174 مزرعة نموذجية محصاة موزعة عبر الوطن، إلى وحدات إنتاجية مخصّصة لزراعة البقوليات والزراعات الزيتية والبذور والزراعات المثمرة، كما لم يُغفل جانب المعلومة لتحقيق هذا الهدف، حيث انتهت في 17 جويلية الماضي، عملية الإحصاء العام للفلاحة، الذي ستبنى عليه السياسات المستقبلية للتنمية الفلاحية والريفية، باعتباره آلية أساسية لمعرفة القدرات الوطنية وتحديد الاحتياجات.