تواصل المنظمات الحقوقية المتضامنة مع القضية الصحراوية تنديدها بالخروقات المغربية المستمرة ضد حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة التي طالت كل شرائح المجتمع الصحراوي.وفي هذا السياق نددت المنظمة البريطانية "الشبكة من أجل الصحراء الغربية" بالعمل الانتقامي الذي ارتكبته قوات الاحتلال المغربية ضد الطفلة الصحراوية انكية الحواصي لأنها قبلت المشاركة في لقاء طلابي بجامعة أكسفورد البريطانية والذي كان من المفروض ان تحضره رفقة خمسة من زملائها من مدينة العيونالمحتلة ابتداء من الخامس أوت الماضي. لكن السلطات المغربية والتي اعتادت على التعدي على مبادئ حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بحق المواطن الصحراوي ومن دون أدنى عقاب منعت هذه الطفلة وزملائها الخمسة من السفر إلى لندن للمشاركة في هذا اللقاء. وأكد مصدر صحراوي من مدينة العيونالمحتلة تعرض الطفلة انكية الحواصي إلى التعذيب والإهانة والاستنطاق من قبل قوات الاحتلال المغربية في مسعى لمعرفة علاقتها بالنشطاء الحقوقيين الصحراويين وحول خلفيات ودوافع محاولتها المشاركة شهر أوت الماضي في حوار نظمته منظمة" لنتحدث معا" البريطانية بجامعة أكسفورد وتناول القضية الصحراوية. وليست هي المرة الأولى التي تمنع فيها السلطات المغربية طلبة صحراويين من السفر إلى الخارج للمشاركة في ملتقيات وندوات حول الاستعمار وحقوق الشعوب المغتصبة في محاولة منها لإسكات أي صوت للتعريف بعدالة القضية الصحراوية في الخارج. وبالموازاة مع ذلك يواصل طلبة وتلاميذ صحراويين بمدينة آسا المغربية اعتصامهم المفتوح لليوم الخامس والعشرين على التوالي احتجاجا على رفض السلطات المغربية الاستجابة لمطالبهم المشروعة وحرمانهم من حقهم في العمل والنقل. وأكد المعتصمون عن تمسكهم بجبهة البوليزاريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي وطالبوا بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية. من جهة أخرى قال بيان لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان أن طفلين صحراويين لقيا مصرعهما في انفجار لغم مغربي بمنطقة أم الرجيم بضواحي مدينة الزاك عندما كانا يرعيان قطيعا من الأغنام. ويتعلق الأمر بكل من إبراهيم السلامي وابن عمه عبد الحق السلامي وكلاهما لم يتجاوز 10 من العمر حيث توفي الأول مباشرة بعد انفجار اللغم في حين توفي الثاني في المستشفى الإقليمي بمدينة آسا المتواجدة جنوب غرب منطقة الزاك الصحراوية. للإشارة فإن منطقة الزاك والمناطق المحيطة بها معروفة بتواجد آلاف الألغام التي حصدت عشرات الضحايا من الصحراويين وتسببت في إصابة العديد منهم بعاهات مستديمة دون أن تعمد الدولة المغربية إلى اتخاذ إجراءات وقائية للسكان الصحراويين البدو الذين يعتمدون على الترحال والرعي المستمر لمواشيهم. وللتذكير فإن خطورة الألغام المغربية المتناثرة بمنطقة الصحراء الغربية والمنتشرة على طول جدار العار باتت تهدد المشاريع التنموية والزراعية وأرواح السكان حيث أسفرت عن بتر ساق شاب صحراوي شهر مارس الماضي أثناء تظاهرة النساء الدولية المنظمة أمام الجدار.