أحيت ولاية الطارف، أمس، الذكرى 12 لوفاة الرئيس الأسبق المجاهد الشاذلي بن جديد (1929- 2012) حيث تم استذكار مسيرة ونضال وفلسفة المرحوم خلال فترة حكمه للجزائر والتي كانت ترتكز على خدمة شعبه ووطنه. وتم إحياء هذه الذكرى، بالصرح العلمي الذي يحمل اسمه (جامعة الشاذلي بن جديد)، من خلال تنظيم ندوة تاريخية تطرّقت للمسيرة السياسية والعسكرية للراحل وذلك بحضور السلطات الولائية المدنية والعسكرية ومنتخبين محليين وممثلين عن منظمات الأسرة الثورية وناشطين في المجتمع المدني وطلبة جامعيين وتلاميذ وفتيان الكشافة الإسلامية الجزائرية إلى جانب أفراد من عائلة الفقيد. وقال والي الطارف، محمد مزيان، خلال كلمة ألقاها بالمناسبة أن "المرحوم سخّر حياته من أجل تحرير الجزائر من الاستعمار ثم ترقيتها اقتصاديا واجتماعيا إلى مصاف الدول المتقدمة في فترة حكمه لها" مبرزا أن "الفقيد يعتبر أب الديمقراطية والتعددية في الجزائر". من جانبه، عدد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة قسنطينة 2، مومن العمري، جملة من خصال ثالث رئيس للجزائر المستقلة ومن بينها تعلقه الشديد بوطنه، حيث أشار إلى أن "المجاهد الراحل كان ذكيا ويتمتع ببعد النظر خلال معالجته للقضايا الوطنية واتخاذ القرارات الهامة إلى جانب تشبعه بالقيم الوطنية"، مضيفا بأن الفقيد دافع طوال سنوات المسؤولية التي قضاها في منصب رئيس الجمهورية عن قضايا التحرّر في العالم العربي والإسلامي. كما أبرز أستاذ التاريخ بجامعة الطارف، إدريس لعبيدي، أن الراحل "اهتم خلال فترة حكمه للجزائر بالعلم وتكريم العلماء وهو ما يؤكد حرصه على تشجيع هذه الفئة وتقدير الإسهامات العلمية التي تقدمها للوطن". وعرفت المناسبة حضور أفراد من عائلة الرئيس الراحل وبعض من أقاربه الذين سلطوا من جهتهم الضوء على حبه لوطنه منذ كان شابا والذي تجسد من خلال التحاقه بصفوف الثورة التحريرية المظفرة للكفاح من أجل استرجاع السيادة الوطنية ثم تحمله لمسؤوليات مختلفة بالمؤسسة العسكرية ثم رئيسا للجمهورية بعد وفاة الرئيس هواري بومدين. كما شهدت المناسبة تنظيم معرض للكتب والوثائق والصور التاريخية التي تبرز جانبا من حياة الرئيس الأسبق الراحل الشاذلي بن جديد المدنية والعسكرية والسياسية.