تعتبر ظاهرة تقديم "الزريق" للضيف، من الظواهر الشعبية التي ما تزال باقية في التراث الشعبي الصحراوي، وكلمة "الزريق" تطلق على كل شراب بارد معد بطريقة تقليدية، منه شراب "ميسو" أو لبن الناقة أو شراب "قوفية"، أي الذرة. ويحضر عادة "الزريق" للضيف في أول خطوة له، أو عندما يجلس بين أفراد العائلة، وتشتهر المرأة الصحراوية الأصيلة بالتفنن في إعداد " الزريق" أو "الشنين"، وكلاهما عبارتان منبثقتان من الثقافة الحسانية، وقلما تجد خيمة أو دارا لا يقدم أهلها لضيف، قدحا من "الزريق"، ويستحسن أن يقدم في إناء خشبي يسمى "القدحة"، وهي إناء أسطواني الشكل تصنع من خشب الجداري، ومن مادة تمسى "يطا"، والأجمل في هذا الإناء، فضلا عما يحتويه من شراب لذيذ وبارد، هو تلك الزخرفة التي تزين القدحة من جوانبها، حتى أضحت تحفة فنية، قبل أن تكون وسيلة للشراب وإكرام الضيف، ورغم ما طرأ من أنواع من المشروبات العصرية، فإن "الزريق" ما يزال متصدر قائمة المشروبات التقليدية الأصيلة.