أعجب الثنائي الوهراني سنوسي وبوعناني الجمهور لا سيما النسوي الذي توجه يوم الأربعاء إلى المركز الثقافي الجزائري بباريس حيث تفاجأ باكتشاف "متزوج في عطلة" كمسرحية رائعة تمتاز بالخفة. وشغل سمير بوعناني خشبة مسرح المركز لمدة ساعة ونصف صور خلالها فرحة رجل متزوج يستعيد حريته في فترة غياب زوجته التي تضايقه وتفرض سيطرتها عليه. ويروي الممثل بوعناني الحائز على شهادة دراسات عليا في الفن الدرامي كيف رضخ الأعزب ذو المستوى الدراسي المتوسط إلى ضغوطات عائلته ومحيطه ليتخلى عن عزوبيته المطلقة ويتزوج ياسمين "عانس تبلغ من العمر 35 عاما" موظفة وتتمتع بثقافة واسعة. وهو يستفيد من عطلة لبضعة أيام نظرا لغياب زوجته التي سافرت إلى الخارج لعلاج عقم مفترض يستعيد الزوج المضطهد حريته ويتذكر كل المعاناة التي تعرض لها خلال سنتين من الزواج في السراء والضراء. وتقمص بوعناني عدة أدوار فهو في نفس الوقت الزوج والضمير الذي يستوقفه في كل مرة والزوجة والأم فيبدو الزوج أنانيا يكن البغض للمرأة وضعيفا وخائفا ومغرورا ومتقلبا فهو يمثل كل "العيوب" التي تجعله رجلا عاديا قد نلتقي به في كل شارع. رجل استولت عليه تكاليف الحياة الزوجية وما تحمله من سعادة وخصام وسوء تفاهم. وأعرب مراد سنوسي الذي تلقى تكوينا في علم الاجتماع ويعمل كصحفي عن "ارتياحه الكبير" لنجاح العرض. وقال ل(وأج) أن "المسرحية التي تعرض منذ أربع سنوات تنال في كل مرة إعجاب الجمهور. أخيرا بالنعامة اضطر منظمو العرض تنصيب شاشة كبيرة بالخارج قصد السماح للجمهور الغفير من بمتابعة العرض" . ويرى أن سر نجاح "متزوج في عطلة" يكمن في "أن المتفرج يستطيع أن يتعرف على نفسه في أحد المشاهد. والنص بسيط والديكور أبسط ولكن السر يكمن في أداء سمير" . وكرم هذا العرض الذي عرض مؤخرا بالولايات المتحدة في المهرجان الدولي لمسرح قرطاج. وقال كاتب المسرحية "تلقينا دعوات للعرض بالخارج كما تنتظرنا عدة دورات بداخل البلد" . وأكد مراد سنوسي أن النص أثار فضول واهتمام جامعيي وهران الذين يعتزمون عرض المسرحية على طلبتهم كموضوع بحث. وأضاف "إذ يعتبرون المسرحية ظاهرة اجتماعية تستحق الدراسة". يستطيع الجمهور في نهاية السنة مشاهدة مسرحية "متزوج في عطلة" في أقراص فيديو مضغوطة تحمل صورا وملفات سينمائية. (وأج)