اكتست أسواق مدينة وهران، وكالعادة وككل سنة، بحلة احتفالات يناير المتميز، التي لم تفارق سكان وهران والولايات المجاورة منذ عهود، وسط إقبال على مختلف المنتجات المعروضة والمتوفرة بقوة، وبأسعار متفاوتة، وفي أغلبها في متناول المواطنين. الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة بوهران والمتعارف عليه منذ أجيال، لا يمكن أن يغدو دون عرض منتجات المناسبة؛ من مكسرات، وتمور، وحلويات، وألبسة، وغيرها من مقتنيات مرتبطة بالمناسبة، ولاتزال تؤكد الارتباط الوثيق بالموروث الثقافي المتنوع بالجزائر. وفي جولة بسوق المدينة الجديدة الذي يُعد السوق المرجعي بولاية وهران، يصادفك وأنت على أبوابه الأنوار والإضاءة المختلفة؛ وكأنك داخل حديقة مترامية الجمال بوجود حملات تعرض منتجات متنوعة، يتم وضعها وعرضها بطريقة جذابة، تجعل المواطن يتمتع بجمال المنظر قبل الشروع في شراء ما يحتاجه من مستلزمات. وحول ما هو معروض تقربت "المساء" من أحد الباعة معروف لدى ساكنة وهران، بقي لأكثر من 30 سنة، مواظبا على بيع منتجات يناير؛ إذ أكد السيد عمر أن الإقبال على شراء المستلزمات يبقى متواصلا طيلة الأيام التي تسبق يناير وبعده بعدة أيام، موضحا أن المواطنين يأتون من عدة ولايات من الوطن خاصة الغربية منها، وحتى من ولايات من الجنوب، لاقتناء المكسرات، والحلويات خاصة. وعن الأسعار يوضح عمر أنها في الغالب، في متناول المواطنين، خاصة بعد تسجيل تراجع كبير في بعض المنتجات من المكسرات المطلوبة بكثرة خلال الاحتفالات، والذي يُرجعه عمر إلى وجود منتوج وطني محلي عوض المنتجات المستوردة؛ ما ساهم في خفض الأسعار؛ على غرار الفول السوداني بالقش، والفستق، واللوز بمختلف أنواعها، مشيرا إلى أن حتى الحلويات تعرف تراجعا في الأسعار خاصة الشكولا التي تُعرض بأثمان معقولة، والمنتَجة محليا. غير أن ذلك لا يمنع البعض من البحث عن المنتجات المستوردة. كما لا يمكن الاحتفال بالمناسبة دون اقتناء منتوج التمر بمختلف أنواعه، والذي شهد ارتفاعا طفيفا مقارنة بالأيام الماضية. ويوضح هواري وهو بائع تمر أن الطلب على التمر ساهم في ارتفاعه؛ حيث تُعرض أجود الأنواع بمبلغ 800 دج و700 دج للكلغ، لتنزل إلى غاية 400 دج. وأكد البائع هواري بدوره، أن المناسبة تفرض اقتناء منتج التمر إلى جانب التمر المجفف المعروف محليا ب " الحبالي" ، والذي يتميز هو الآخر بعدة أنواع. وهناك التمر المجفف العادي، والتمر المجفف المغمور بالسكر المطحون الذي تفضله معظم العائلات، إلى جانب نوع من التمور المجففة الممروسة والذي يُستخدم في تحضير عدة أنواع من الحلويات على غرار "الكعبوش". كما يتميز السوق بعرض أنواع كثيرة من الحلويات والشكولاطة المملوءة في أكياس صغيرة. ويوضح البائع خفيف أحد أقدم الباعة بالسوق، أن المواطنين بإمكانهم اقتناء الكميات التي يريدونها انطلاقا من ثمن 50 دج للكيس الصغير. وأكد أن لجوء الباعة لعرض مثل هذه الأكياس، يعود إلى تلبية طلبات المواطنين من محدودي الدخل.