أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أن الذاكرة الوطنية كانت وستظل الإسمنت المسلّح الذي يمتّن وحدة لحمتنا، والذخيرة الحيّة لرصيد الأمة من القيم الخالدة ومرجعيتها الناصعة التي تهتدي بها وتستلهم منها المعاني والدروس، مبرزا أن "رسالة الأوفياء في هذا الوطن ستظل أمانة في أعناقنا". شدّد ربيقة، أمس، في كلمة قرأها نيابة عنه مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر حسين عبد الستار خلال الندوة التاريخية التي نظمتها وزارة المجاهدين بمناسبة الذكرى 73 لوفاة البطل محمد بلوزداد، على واجب الاقتداء بمآثر العظماء من أبناء هذا الوطن وبقيمهم الخالدة، مشيرا إلى ضرورة الاستمرار في شقّ الطريق نحو الأفضل ونحو مستقبل زاهر تتأصل فيه المآثر والمكاسب ويقوى الدفاع عنها بالاستزادة في تأصيل مفهوم التضحية من أجل جزائر آمنة، مستقرة قائدة، شاهدة رائدة، ومنتصرة . وأشار ربيقة إلى أن "إحياء مثل هذه المناسبات التاريخية يجعلنا ندرك أن تطلّعنا إلى تحقيق المستقبل الأفضل يستوجب تثمين قيمة الجهد والعمل، والسهر على وحدة الصف، وتكاتف الجهود، وتعميق الشعور بالواجب الوطني، والاضطلاع بالمسؤوليات على أكمل وجه تجاه الأمة والوطن".وأكد ربيقة أن المناضل محمد بلوزداد الذي توفي قبل أن يرى حلمه يتحقق وتندلع الثورة، يعد من عباقرة الجزائر وأبنائها الأفذاذ الذين أدركوا مبكرا أهمية الكفاح المسلّح لإخراج الاستعمار واستقلال الجزائر. مشيرا إلى أن هذا المناضل البطل كان من رجال الحركة الوطنية الذين أدركوا بسليقة المناضلين الأفذاذ، أنه حان الوقت لعمل جديد، بعد أن تأكد بروز دلائل قوية تبشّر بدنو لحظة الخلاص.وأكد الوزير أن محمد بلوزداد كان من الرجال المثاليين في كل مراحله النضالية، واستطاع بكفاءة نادرة أن يجمع في شخصه مجموعة من النشاطات التي كان كل نوع منها يحتاج إلى مهارات خاصة، وكان إيمانه بالمبدأ وتشوّقه إليه يخلق فيه طاقة فريدة وحالة من التحدي مع الذات تدفع به إلى الخوض فيما يريد بعزيمة المؤمن بالنجاح.وخلص ربيقة أن رجالا من هذا الطراز، وأبطالا بهذا السموق لا يستحقون أن يخلّدوا ويسجّلوا بأبطال ورواد وفقط، بل يستحقون من أبنائهم وأحفادهم من بعدهم أن يستفيدوا من نسغهم المتجدّد، وأن يتحلّوا بالقدر المطلوب من الوفاء لما حملوه في صدورهم من مبادئ وقيم وخصال، وما نذروا أرواحهم ومهجهم من أجل تحقيقه وترسيخه.من جهته، تطرّق الباحث مصطفى سعداوي إلى مسيرة محمد بلوزداد الذي عاش -كما قال- فترة قصيرة (1924-1952)، لكنه سجّل اسمه ضمن قائمة زعماء النضال والكفاح المسلّح الذين ضحّوا في سبيل وطنهم كونه يعد أحد مهندسي ثورة الفاتح من نوفمبر 1954. مع اهتمام الرئيس تبون البالغ بملف الذاكرة الوطنية.. خالفة مبارك: تصاعد حقد فرنسا مردّه مشروع الجزائر الجديدة ❊ الجزائر تقف الندّ للندّ مع كل من تسوّل له نفسه التطاول عليها ❊ المديونية وضغط اللوبيات جعلا فرنسا الرسمية تفقد البوصلة أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين خالفة مبارك أن فرنسا كانت ولازالت حاقدة على الشعب الجزائري وعلى الدولة الجزائرية نتيجة خروجها من الجزائر مذلولة خائبة تجر أذناب الخيبة والفشل بعدما كانت تظن أن الجزائر جزء لا يتجزأ منها. وأضاف خالفة مبارك لدى استضافته، أمس، في برنامج "ضيف الدولية" لإذاعة الجزائر الدولية، أنه لا عجب إطلاقا في الحقد والكراهية التي يضمرها الرئيس الفرنسي ماكرون بالدرجة الأولى في خرجاته السياسية غير الثابتة وغير المستقرة سواء تجاه الجزائر أو تجاه بعض الدول الإفريقية وكذا اليمين المتطرّف وبعض الذين لا يلتزمون الحقيقة في سرد الحقائق التاريخية من كتابهم وأدبائهم وفي مقدمتهم بوعلام صنصال الذي تطاول، وتدخّل في الشؤون الداخلية للجزائر نتيجة تواطئه مع المغرب ومع اللوبي الصهيوني وحزب اليمين المتطرّف الذي يحمل كل الأحقاد للدولة الجزائرية. وفي ردّه على سؤال عن سبب هذه الحملة على الجزائر في هذا الوقت بالذات، قال خالفة مبارك إن فرنسا تعيش حاليا مشاكل داخلية اقتصادية واجتماعية، مشاكل متعلقة بالمديونية وضغط اللوبيات خاصة الصهيوني الفرنسي، كلها جعلت فرنسا تبحث عن مخرج خارج حدودها لإلهاء الشعب الفرنسي. وحسب ذات المتحدث فإن هذه الحملة كذلك تصاعدت منذ تولي رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون سدّة الحكم وإطلاقه لمشروع الجزائر الجديدة واهتمامه الكبير بالذاكرة الوطنية. وفي الختام أكد خالفة مبارك الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، أن الجزائر دولة سيدة ومسالمة، لها علاقات طيبة مع المجتمع الدولي وتحترم الأعراف الدولية لكنها تقف الندّ للندّ مع كل من تسوّل له نفسه التطاول عليها خاصة عندما يتعلق الأمر بمن ارتكب مجازر وجرائم ضدها.