أكد السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، أن المغرب لجأ إلى الأساليب الخبيثة من أجل "شرعنة" احتلاله للصحراء الغربية بعد توالي هزائمه القانونية، خاصة أمام القضاء الأوروبي الذي أجهض كل محاولات الالتفاف على أحكامه بخصوص حقّ الشعب الصحراوي في تقرير المصير والسيادة على ثرواته. في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أدلى به على هامش الندوة الصحفية التي نظمتها "غلوبال أكشن" الدانماركية بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر، قال طالب عمر إن "الهجوم الذي تعرّضت له هذه المنظمة هو واحد من الأساليب المفضوحة التي يستخدمها الاحتلال المغربي لحسم النزاع في الصحراء الغربية خارج الشرعية الدولية ولترهيب وتخويف المتضامنين مع القضية الصحراوية". وفي حديثه عن هزائم الاحتلال المغربي، استدل السفير الصحراوي بقرارات محكمة العدل الأوروبية الأخيرة في 4 أكتوبر الماضي، والتي أكدت على حقّ الشعب الصحراوي في تقرير المصير وضرورة الحصول على موافقته لإبرام أي اتفاق بين المغرب والاتحاد الأوروبي يشمل الصحراء الغربية، ناهيك على أن الاتحاد الأوروبي أعلن التزامه بقرارات هذه المحكمة. كما استدل برفض نفس المحكمة لطلب المفوضية الأوروبية بخصوص محاولات تشويه تركيبة الشعب الصحراوي في الجزء المحتل من الصحراء الغربية والتأكيد على أن غالبيته مشرد في المخيمات والمهجر وأن السكان الذين يقيمون في المدن المحتلة لا تزيد نسبتهم عن 25%. ولفت إلى أن "النظام المخزني انفضح وانكشفت أساليبه في استعمال البلطجة والتجسّس ودفع الرشاوى وشراء الذمم والاتجار بالمخدرات والضغط بورقة الهجرة غير الشرعية وغلق الإقليم أمام المراقبين الدوليين والصحفيين الأجانب، لتحصيل "مكاسب سياسية" غير قانونية". وتوقف طالب عمر عند الأزمة الداخلية التي يعيشها المغرب والاحتقان غير المسبوق جراء هذه السياسات، مشيرا إلى الإضراب العام "الإنذاري" الذي قامت به المركزيات النقابية الأربعاء الأخير رفضا لقانون الإضراب التكبيلي وللواقع المعيشي المزري والمساس بكرامة الشعب، مضيفا أن "المخزن في وضع لا يحسد عليه ولن ينفعه التحالف مع الكيان الصهيوني المهزوم ولا مع فرنسا المطرودة من كل إفريقيا". في الأخير، أكد السفير أن الشعب الصحراوي "متمسّك بحقه في تقرير المصير، متسلحا بالقانون الدولي وبأحرار العالم المتضامنين معه"، داعيا كل الشعوب والمنظمات الحقوقية إلى "الضغط على حكوماتهم ومطالبتها بدعم حقوق الصحراويين وتطبيق الشرعية الدولية". كما دعا العدالة الأوروبية، التي أنصفت القضية الصحراوية، إلى إنصاف منظمة "غلوبل أكشن" في الهجوم الذي تعرّضت له. وفي سياق توسع دائرة التضامن الدولي، احتضنت عدة جامعات كوبية محاضرات حول كفاح الشعب الصحراوي، وذلك في إطار التحضير لتخليد الذكرى 49 لإعلان الجمهورية الصحراوية الذي تشرف عليه السفارة الصحراوية بهافانا. وشكّلت المحاضرات فرصة لاطلاع المشاركين فيها من أساتذة وطلبة جامعات على المسيرة التحرّرية للشعب الصحراوي، إلى جانب وقوفهم على مراحل كفاح هذا الشعب من أجل نيل حقّه في تقرير مصيره عبر أشرطة وثائقية ومعارض للصور تم عرضها بالمناسبة.