❊ حملات تحسيسية لتوعية الأطفال والتلاميذ ❊ مصنعو المشروبات الطاقوية في تزايد ❊ 7 ماركات جزائرية في السوق وإقبال كبير عليها ❊ مستهلكوها يعتبرونها بديلا للعصائر والمشروبات الغازية دقت جمعية "أمان" لحماية المستهلك، ناقوس الخطر تجاه استفحال ظاهرة استهلاك الأطفال والتلاميذ والرياضيين، للمشروبات الطاقوية بأنواعها، رغم ما تشكله من خطر حقيقي على صحتهم الجسدية والعقلية، لما تحتويه من نسب عالية جدا من الكافيين، تتجاوز ما هو مسموح به بأضعاف مضاعفة، ومواد أخرى مضرة بالصحة، وطالبت بتدخل السلطات المعنية لمراقبة محتويات هذه المشروبات، وتشديد الرقابة على تسويقها، لوجودها في كل المحلات وفي قاعات الرياضة، مع إجبار كل المنتجين على كتابة كل المعلومات والتحذيرات الخاصة بهذه المشروبات، ليبقى الرهان قائما على التحسيس ونشر الوعي في الوسط الأسري والمدرسي، وفي المساجد وكل مكان. أكد رئيس الجمعية، حسان منور ل"المساء"، أن هيئته وجهت مراسلات عديدة لمختلف الوزارات، على غرار التجارة والصحة والاتصال، من أجل اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية، للنظر في هذه الظاهرة، من خلال مراقبة الأسواق ومنع البيع الذي وصفه ب"غير القانوني" لهذه المشروبات، وتخصيص أماكن للبيع بدلا من عرضها مع المشروبات الغازية العادية، بالإضافة إلى تنظيم حملات تحسيسية، لتوعية مستهلكي المشروبات الطاقوية بالأضرار الناجمة عن استعمالها. وأوضح منور، أن عدد مصنعي هذه المشروبات الطاقوية في تضاعف، مقارنة بالمشروبات العادية التي تراجعت، نظرا للإقبال الهائل على استهلاكها، خصوصا من قبل الرياضيين والأطفال، الذي يجهلون الأضرار التي قد تنجم عند تناولها، وهو ما كشفته التقارير الطبية، التي أشارت إلى وجود نسب عالية جدا من مادة "الكافيين"، تتراوح بين 300 و900 ملغ في القارورة الواحدة، في حين أن النسب المسموح بها لا يجب أن تتجاوز 400 ملغ/ اليوم للبالغين، و100 ملغ/ اليوم لفئة 12-16 سنة، و45 ملغ/ يوميا للأطفال أقل من 10 سنوات. كما أكد رئيس الجمعية في حديثه، أن هناك من يستهلك عدة قارورات في اليوم، والمتضرر الأول من النسب العالية من "الكافيين" هو القلب والدورة الدموية، والأخطار الناجمة عن ذلك متعددة، منها تسارع نبضات القلب وارتفاع الضغط، والسكتة القلبية أو الموت المفاجئ، خاصة عندما يتم استهلاكها أثناء ممارسة النشاط الرياضي المكثف، ما يسبب ضررا على مستوى الجهاز العصبي، بفعل ارتفاع نسب "الدوبامين" إلى مستويات عالية، مما يسبب قلة النوم والأرق، حسبما كشفته التقارير الطبية. كما حذر الأطباء، حسبه، من خطورة هذه المشروبات الممنوعة على النساء الحوامل والمرضعات، لأن مادة "الكافيين" تتسرب إلى الجنين، وقد تكون سببا في الإجهاض والولادة بوزن ضعيف، وخلل في نمو الدماغ. وقد لاحظ المختصون ظهور سلوك عدواني عند الأطفال والمراهقين، بسبب استهلاك مشروبات الطاقة، كما حذروا من أكبر خطر، وهو فتح باب الإدمان على مخدرات أخرى أكثر ضررا. 7 ماركات جزائرية بالسوق الوطنية أوضح رئيس جمعية "أمان"، أن 7 ماركات جزائرية للمشروبات الطاقوية، تعرض في السوق الوطنية بثمن 80 دينارا، وهو ما لاحظته "المساء" في المتاجر، خلال جولتها الاستطلاعية، وهي الماركات التي تثير إقبال شباب وفتيات من مختلف الفئات العمرية على المشروبات الطاقوية، خاصة لدى المراهقين، وهي مختلفة الأذواق، مثل النعناع، التوت، الفراولة... وغيرها، معبأة في قارورات بلاستيكية أو عبوات حديدية بألوان مختلفة وجذابة في الوقت نفسه، خصوصا الأبيض، الأخضر، الأسود، الزهري وهي الأكثر انتشارا. كما تحدثت "المساء" إلى بعض التجار، الذين أكدوا أن "المشروبات الطاقوية"، أصبحت بديلا للعصائر والمشروبات الغازية، خاصة عند الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة، حيث يزيد معدل الطلب عليها ويفضلونها باردة لإطفاء عطشهم، بالإضافة إلى اعتمادها بكثرة من قبل الرياضيين، وبين من يشكك في تأثيرها، يبدي البقية رغبة ملحة في تجريبها، رغم التحذيرات من خطورة الإفراط في استهلاكها على الصحة. أكد منور، أنه حان الوقت لإطلاق خرجات تحسيسية وسط التجار والمستهلكين، تتبعها خرجات أخرى وسط التلاميذ في المدارس، بهدف تحسيس تلك الفئات بمدى خطورة استهلاك مثل تلك المشروبات الطاقوية، لما تحتويه من أضرار صحية وعقلية عليهم، خاصة بالنسبة للأطفال أقل من 16 سنة، الذين ينبغي على التجار الامتناع عن بيعها لهم، رغم وجود أولياء يقتنونها لأبنائهم. "تي.أن.تي" موضة المراهقين والتلاميذ حديث "المساء" مع بعض المراهقين، جعلها تكتشف أن اقتناء المشروب الطاقوي "تي.أن.تي" هو "موضة"، حيث قالت إحدى الفتيات: "من يشرب 'تي أن تي' إنسان شيك"، وأيدتها صديقتها في الأمر قائلة: "تي أن تي موضة العصر". وأكد بعض أولياء التلاميذ، أنهم يؤيدون فكرة إطلاق حملات تحسيسية إرشادية، حول الخطر المحدق الناتج عن الاستهلاك المفرط للمشروبات الطاقوية لأبنائهم، موضحين أن هذه المشروبات التي اقتحمت المحلات خلال السنوات الأخيرة، لقيت رواجا كبيرا، بفضل ما يتم ترويجه خلال الومضات الإشهارية. وأبرز حسان منور، أن جمعيته باشرت حملتها التحسيسية، موجهة رسائل للأولياء، قصد الحرص على أبنائهم ومنعهم من استهلاك هذه الأنواع من المشروبات، بالإضافة إلى توجيه نداء للأسرة التربوية، للتحذير منها، وسحب الاعتقاد الخاطئ عند التلاميذ، فضلا عن حث التجار على رفض بيع تلك المشروبات التي تُجهل مكوناتها لفئة عمرية معينة، بالتالي فهي مسؤولية مشتركة للتحسيس والتوعية، والحد من هذه الظاهرة الخطيرة بين الأولياء والتجار ومجتمع مدني.