كانت ضرورة التكفل بتربية وتعليم وتكوين الفتيات لحمايتهن من كافة أشكال التمييز أهم ما دعت إليه المشاركات في اليوم الثاني لأشغال الورشة الخاصة بإعداد المخطط الوطني للاتصال والتحسيس والتوعية في مجال مكافحة العنف ضد النساء. وألحت المشاركات في هذه الورشة الفكرية التي خصصت أمس لفائدة المجتمع المدني على ضرورة المساهمة في تغيير ذهنيات الأسرة وإجبارها على إرسال الفتيات إلى المدرسة ومراكز التكوين لاسيما بالمناطق النائية والمعزولة. وذكرت العديد من المتدخلات بمختلف أنواع العنف الممارس ضد النساء مشيرة إلى العنف الجسدي والمعنوي والنفسي من خلال حرمانهن من حقوقهن الاجتماعية والتربوية والاقتصادية. وفي هذا الإطار اعتبرت السيدة عائشة باركي رئيسة جمعية اقرأ لمحو الأمية حرمان الفتاة من مزاولة دراستها بصفة عادية "عنفا معنويا يستدعي مكافحته". وأكدت السيدة باركي أنه رغم كل الجهود التي بذلت في مجال تمدرس الفتيات بمختلف مناطق الوطن إلا أن نسبة 2 بالمئة لم تستفد لحد الآن من التعليم لاسيما بالمناطق النائية نتيجة تخلف الذهنيات. ودعت رئيسة جمعية اقرأ إلى ترقية حقوق المراة وتوفير كل الرعاية التربوية والصحية لها مذكرة في نفس الوقت بدور وسائل الإعلام والمجتمع المدني في الترويج والتعريف بوضعية المرأة وبالقوانين التي تحميها من كافة أشكال التمييز. في حين تطرقت السيدة حمزة نادية ممثلة عن شبكة وسيلة إلى الدورالذي ما فتئت تقوم به الجمعية التي أنشئت منذ سبع سنوات في مجال حماية المرأة التي تعاني من العنف الجسدي. واعتبرت السيدة حمزة العنف الممارس ضد المرأة "ظاهرة خطيرة تستدعي تظافر جهود كل المعنيين لاسيما المجتمع المدني ووسائل الإعلام لمحاربتها واستئصالها نهائيا من المجتمع". وقالت المتدخلة إن شبكتها التي تنشط على مستوى الجزائر العاصمة قد فتحت لفائدة النساء اللائي يتعرضن إلى العنف رقما هاتفيا أخضر وكذا مصلحة للاستماع لانشغالاتهن وهمومهن تتشكل من أخصائيين اجتماعيين ونفسانيين وقانونيين. وتقوم هذه المصلحة -كما أضافت السيدة حمزة- بمرافقة النساء المعرضات للعنف من خلال توفيرالحماية لهن وباستقبالهن في مراكز للإيواء عند الضرورة. أما السيدة طايبي نشيدة أخصائية نفسانية وممثلة عن الهلال الأحمر الجزائري فقد تطرقت إلى المتابعة النفسية التي ينبغي توفيرها للنساء اللائي يتعرضن للعنف. وأشارت السيدة طايبي في هذا الشأن إلى المعاناة النفسية للمرأة التي تتعرض إلى العنف وهذا ما يستدعي مرافقتها نفسيا وتحسين أوضاعها الاجتماعية وتوفير الرعاية الصحية لها وإدماجها في المجتمع. وتطرقت الأخصائية النفسانية أيضا إلى البرنامج الذي سطره الهلال للتكفل بهذه الفئة من النساء مشيرة إلى أنه تم لحد الآن تكوين ما يقارب 300 مساعدة في مجال مكافحة العنف ضد النساء. وقام الهلال الأحمر الجزائري أيضا بفتح مراكز للتكوين بمختلف مناطق الوطن باسقبال النساء المعرضات للعنف لمساعدتهن على نسيان همومهن ومنحهن فرصة التعارف والاحتكاك فيما بينهن وتسهيل إدماجهن في المجتمع. وللإشارة فإن اليوم الأخير لهذا اللقاء اليوم الثلاثاء سيخصص لفائدة الصحافيين والإعلاميين لمنحهم فرصة المساهمة في إعداد المخطط الوطني للاتصال والتحسيس والتوعية في مجال مكافحة العنف ضد النساء.