يتمتع متحف برج موسى بأهمية كبيرة من ناحية الثروة التاريخية والأثرية، حيث أصبح يمثل بالنسبة للبجاويين تعبيرا صادقا عن الهوية الحضارية للمدينة تشهد على عظمة وأهمية الحضارات التي شهدتها المنطقة. ويعد برج موسى الذي بني على أنقاض قصر الكوكب الذي شيد في عهد المنصور بن الناصر الذي عاش في الفترة الممتدة من 1089م إلى 1104م، من اهم الآثار التي تضمها ولاية بجاية بجاية الناصرية بجمال قصورها التي ضربت بها الأمثال وأصبحت مادة يتغنى بها الشعراء كقصر اللؤلؤة واميمون. وقد حول هذا البرج إلى متحف لمدينة بجاية ويعتبر من بين الأبراج العتيقة والمعالم الأثرية التي تحمل دلائل عن عظمة تاريخ المدينة، حيث يعود تاريخ بنائه إلى القرن 16م من قبل الإسبان ثم حرره الصالح رايس سنة 1555 م بعد استنجاد السكان المحليين به بعدما ضاقوا صدرا بالإسبان الذين عاثوا فسادا وخرابا بالمدينة التي كانت قبل زمن بعيد في عهد الحماديين تلقب بمكة الصغيرة وكانت قبلة للعلماء على غرار ابن خلدون الذي كتب ربع مقدمته الشهيرة بالقصبة التي تكون فيها علماء قدموا من المشرق والمغرب وحتى من أوربا على غرار صاحب المولانيزا ليوناردو دي فانتشي ودي بيزا. وحسب السيد واشق باحث ومدير السابق للثقافة بولاية بجاية، فإن الاسم الذي أطلق على البرج يعود حسب الأسطورة المتداولة شعبيا إلى أول رجل من بين السبعة الشجعان الذي توفي على سور البرج أثناء مهاجمتهم للقوات الاسبانية الغازية، ومازلت لحد الساعة بعض العائلات البجاوية تخلد ذكرى وفاة الرجال السبعة بإشعال الشموع في الحصن وإطعام زواره. وقد شهد برج موسى عند سقوط بجاية في يد الفرنسيين تحت قيادة الجنرال تريزيل ال111 مقاومة عنيفة، ولازالت بالمتحف صورة معبرة عن استماتة الآلاف من البجاويين على عتبة باب البحر في معركة ضارية. وبعد السيطرة على البرج حوله الفرنسيون إلى سجن خصصت 12 قاعة فيه لتعذيب المجاهدين، وجزء آخر كإدارة عسكرية، فيما قسمت القاعة السفلى إلى قسمين عن طريق بناء طابق فيها. وبعد الاستقلال استخدمه جيش التحرير الوطني، ليتم هجره نهائيا لمدة عشريتين كاملتين من 1967 الى 1987 قبل أن يتم إعادة تهيئته وتدشينه رسميا كمتحف لمدينة بجاية في سبتمبر 1989 م، حيث دعم بتحف ولوحات اميل اوبري من المتحف الذي أسسه الفرنسيون سنة 1900 م تحت ساحة أول نوفمبر ببجاية. وقد قسمت القاعة الكبيرة إلى ثلاثة أقسام خصص أولها لعرض الآثار التي تعود إلى عهد ما قبل التاريخ من فخار وعظام وأدوات استعملها الأمازيغ القدامى، وخصص القسم الثاني للحضارات الامازيغية والامازيغية الرومانية، حيث توجد فيه قطع نقدية للسلطان ماسينيسا وأباطرة رومانيين وكتابات لاتينية أعظمها جنائزية، إلى جانب لوحات زيتية وتماثيل شهيرة نذكر منها تمثال الصالي الوحيد في العالم للفنانة كامي كلودال ولوحات زيتية لأميل اوبري واودولف برووي، فيما خصص الجناح الأخير للفترة الإسلامية. يحفظ المتحف بعض ممتلكات الأسر المتعاقبة وكذلك القطع النقدية والكتابات الجنائزية والفخار والحلي. كما تم تخصيص جناح لعرض كل ما هو حيواني من بيوض لطيور اللقلق، النعامة، البطريق وقوقعات بحرية. وبالنظر إلى هذا الإرث الأثري التاريخي، نلاحظ إقبالا منقطع النظير، خاصة من شريحة الطلبة.