إذا كان العرب لا يتفقون في مواقفهم فإن الجزائر كانت دائما قادرة على توحيدهم في قضايا الحق والعدل، وهو ما حصل مباشرة بعد الهجوم الجبان الذي استهدف طاقم "الخضر" منذ أيام. بداية التنديد جاء من الشارع العربي بمشرقه ومغربه الذي وصف هذه الأعمال بالهمجية ولعل الشارع اللبناني كان الأعنف من حيث الرد، حيث دعا البعض ممن تدخلوا عبر الفضائيات (من عامة الناس) إلى ضرورة تسليط أقصى العقوبات على مصر، معبرين عن استيائهم من قرارات "الفيفا" والتي لم تقص الفريق المصري من هذه المنافسة. الشارع الأردني وإن كان أخف لهجة لكنه تأسف لهذه الأحداث التي لا تترجم أواصر الاخوة العربية ولا تعكس صورة الانسان العربي الذي يكرم الضيوف في داره. الشارع المغاربي كان أكثر سخونة حيث ثار من طنجة إلى طبرقة حيث أبدى نصره الكامل للخضر بل أكثر كتب شعارات ضخمة مكتوبا عليها "أرجوكم اهزموا مصر" كما حصل في المغرب الشقيق. أما على الصعيد الاعلامي فقد وقفت الفضائيات الخليجية موقفا واحدا منددا بما جرى في مصر بل راح بعض المنشطين الرياضيين يبدون استهزاءهم ويضحكون على المباشر عندما يستجوبون المسؤولين أوالمعلقين الرياضيين المصريين قائلين لهم "ماذا تظنوننا لسنا معتوهين ولا ناقصي عقل كي نصدق أن أعضاء الخضر يرمون أنفسهم بالطوب، كفاكم". لم يقتصر الأمر على الفضائيات الرياضية بل امتد أيضا إلى الفضائيات الاخبارية "كالجزيرة" التي اتهمتها الأوساط الرسمية المصرية بالانحياز للجزائر، كذلك الحال لقناة "الآم، بي، سي" والتي وقفت مع الجزائر وتحرت الأخبار الحقيقية وكانت من أولى القنوات التي بثت الاعتداء كاملا وتستضيف العديد من المختصين الجزائريين للتعليق والرد وهذا على الرغم من انحيازهم النسبي فيما مضى إلى مصر. أما قناة "المنار" التي يمتلكها حزب الله فلم تكف على تشجيع الجزائر وظلت يوما كاملا (أول أمس) تعيد بث صور الاعتداء الهمجي. تونس خصصت قنواتها الخاصة لنصرة الجزائر فقامت قناة "هنبعل" بسرد تاريخ مصر الكروي الأسود وأعادت أول أمس مباراة تأهل تونس 1986. والتي عانى فيها الفريق التونسي مع مصر ما عاناه المنتخب الجزائري. أما "نسمة" الفضائية التي رحبت ببلومي فأكدت أنها طيلة هذه الأيام ستكون قناة جزائرية جاعلة من كل برامجها سخرية على منتخب مصر وعارضة كل أغاني نصرة "الخضر". "ميدي 1" المغربية خصصت بعض برامجها منها برنامج نشطته الصحفية الجزائرية ليلى بوزيدي للاعتداء وقد وقفت مع الخضر في قضيتهم. وهكذا دواليك مع باقي القنوات العربية التي أقصت مصر إعلاميا. للتذكير فإن الجالية العربية (خاصة المغاربية منها) المتواجدة بالجزائر تخرج يوميا لمناصرة الخضر وقد علق أحد التونسيين العاملين بإحدى شركات الاتصالات والذي يقيم بالجزائر منذ 4 أشهر "ستنتصر الجزائر وأنا مندهش من فن التشجيع الجزائري الذي لا يتقنه أحد منا، إنه أمر رائع".