تلجأ العديد من العائلات إلى إعداد المأكولات الشعبية لتعول عائلتها وتتخذها كدخل إضافي للدخل الشهري، وهناك من تتخذها لتسترزق منها، خاصة مع صعوبة الحياة لدى العديد من العائلات الجزائرية، ولهذا احترفت بعض ربات البيوت هذه المهنة، ويساعدها الأبناء في بيعها في مختلف الأسواق، وهناك من النساء من اغتنمت فرصة عرض هذه المأكولات الشعبية في الأسواق لتوفر على نفسها عناء إعدادها خاصة منهن العاملات. لم يعد المتجول في شوارع العاصمة يتحكم في نفسه لانبعاث الروائح الشهية لهذه المأكولات، والعدوى انتقلت أيضا للنساء اللواتي لا يجدن وقتا كافيا لتحضيرها أمام كثرة المسؤوليات عليهن، فتراهن يتسارعن إلى طاولات ومحلات بيع المأكولات التقليدية التي يتفنن في عرضها الباعة، منها المطلوع "خبز الدار" بأنواعه الشرقي والقبائلي والعاصمي، المحاجب، المقروط، البراج، الرشتة، المتقبة وغيرها. ولدى تنقلنا إلى أحد أسواق العاصمة بالقصبة لاحظنا أنها تعج بمثل هذه المأكولات التي تعرض على الطاولات.. اقتربنا من أحد الباعة وهو سفيان لايتعدى سنه 16 سنة صرح بأن أمه تنهض باكرا لإعداد الكسرة والبراج والمحاجب وكذا الرشتة ثم تضعها في أكياس بلاستيكية شفافة ليأخذها سفيان معه كل صباح ويتوجه بها إلى السوق. وفي هذا السياق قال إنه وأمه يحترفان هذه المهنة منذ خمس سنوات عندما توفي أبوه وأجبر هو على مغادرة مقاعد الدراسة ليعيل أشقاءه ويساعد أمه في تحمل أعباء الأسرة التي تتكون من خمسة أفراد خاصة أنه البكر. كما كان لنا حديث مع النساء اللواتي يقبلن على شراء المأكولات التقليدية دون تردد ومنها السيدة نادية 35 سنة كانت بصدد شراء الرشتة، وقد صرحت بأنها غالبا ما تتوجه إلى السوق خصيصا لشراء هذا النوع من المأكولات واسترسلت "عندما أمر على هذه المأكولات يسيل لعابي جراء الرائحة الشهية التي تنبعث منها وقد تعودت على شراء الرشتة والبراج والمحاجب، فأنا أعمل في إحدى المؤسسات ولا يكفيني الوقت لإعدادها، كما أن زوجي يطالبني في كل مرة بطهيها، لهذا استهلكها من السوق بدل إعدادها في المنزل.