طالب الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليزاريو في رسالة مستعجلة من رئيس وزراء السويد بصفته الرئيس الدوري للمجلس الأوروبي القيام بتدخل عاجل التدخل لإنقاذ حياة المناضلة الصحراوية أميناتو حيدر التي تخوض منذ ثلاثة أسابيع إضرابا مفتوحا عن الطعام بمطار لانزاروتي بأرخبيل جزر الكناري.وناشد الرئيس عبد العزيز الاتحاد الأوروبي "الضغط" على المغرب من أجل عودة المناضلة الحقوقية الصحراوية إلى مدينة العيون و"ضمان أمنها وسلامتها". وحذر الرئيس الصحراوي من تداعيات "ما قد يلحق بالناشطة الصحراوية من مضاعفات على الأمن والاستقرار في كل المنطقة. مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي الذي يرتبط مع المغرب بعدد من اتفاقات الشراكة "لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي في مواجهة هذا الإنكار الجسيم لحقوق الإنسان الأساسية ألا وهو الحق في العودة إلى الوطن بطريقة كريمة وآمنة حيث تنتهك تلك الحقوق ويداس عليها على بعد أميال فقط من أوروبا من طرف أكبر متلق للمساعدات الأوروبية". كما طالب من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى "التدخل العاجل" لإنقاذ حياة الناشطة الصحراوية التي أصبحت في حالة صحية متدهورة". وألح الرئيس عبد العزيز في رسالته على مطالبة الأمين العام لجامعة الدول العربية التدخل لدى السلطات المغربية والإسبانية "حتى تسمح لهذه المواطنة العربية البسيطة بأن تتمتع بواحد من أبسط حقوق الإنسان ألا وهو العودة الكريمة إلى تراب وطنها وعائلتها وذويها". وكانت الخارجية الإسبانية طالبت بصفة رسمية من المغرب منح جواز سفر للمناضلة الصحراوية والسماح لها بالعودة إلى موطنها في العيونالمحتلة التي طردت منها من قبل المغرب. وسلمت الخارجية الإسبانية مذكرة شفهية الى دبلوماسي مغربي بمدريد طالبت من خلالها الحكومة المغربية بمنح حيدر وثيقة سفر تسمح لها بالعودة إلى العيون". ووجدت مدريد نفسها في وضع حرج أمام إصرار المناضلة الصحراوية على حقها في العودة إلى مسقط رأسها مما دفع بمصادر إسبانية إلى التأكيد على احتمال توجه أوغستين سانتو مدير الديوان لوزارة الشؤون الخارجية مرة أخرى إلى لانزاروتي ضمن مساعي جديدة لإيجاد حل للوضع الذي تعاني منه حيدر التي رفضت اقتراح الحكومة الإسبانية بمنحها إما الجنسية الإسبانية وإما صفة لاجئة سياسية أو طلب جواز سفر مغربي جديد. وكانت حيدر أكدت للدبلوماسي الإسباني قبل أسبوع أن "الشيء الوحيد" الذي تطالب به يبقى تمكينها من العودة إلى الصحراء الغربية لأنه "مشكل اختلقته الحكومتان الإسبانية والمغربية اللتان انتهكتا حقوقي والقانون الدولي". والواقع أن تحرك السلطات الإسبانية من أجل إيجاد مخرج لها من ورطتها التي أوقعتها فيها نظيرتها المغربية لم يأت إلا بعد تزايد الضغوط الدولية عليها وسيل الانتقادات التي كالتها لها مختلف البرلمانات والمنظمات الحقوقية العالمية التي ألقت بكل ثقلها هذه المرة ضد المغرب من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي. فقد عبر رئيسا اللجنتين الفرعيتين لإفريقيا بالكونغرس الأمريكي عن قلقهما حيال وضعية الناشطة الحقوقية الصحراوية وطالبا الحكومة المغربية بتمكينها من العودة إلى وطنها وأكد بيان موقع من عضوي الكونغرس الأمريكي روس فينكولد ودونالد باين عن "ضم صوتهما" إلى الكثيرين عبر العالم للتعبير عن "قلقهما العميق" إزاء وضعية أميناتو حيدر الحائزة على جائزة روبيرت كيندي لحقوق الإنسان للعام الماضي. وطالبا الحكومة المغربية ب"احترام طلب حيدر وتمكينها من جواز سفرها والسماح لها بالعودة إلى وطنها الصحراء الغربية". كما دعا السيناتور الأمريكي باتريك ليهي الكونغرس الأمريكي إلى ممارسة ضغوط متزايدة على المغرب من أجل السماح للناشطة الصحراوية بالعودة إلى الصحراء الغربية في نفس الوقت الذي طالب فيه بوقف "انتهاكات حقوق الإنسان" التي يمارسها المغرب ضد السكان الصحراويين. واعتبر السيناتور ليهي في جلسة لمجلس الشيوخ الأمريكي أنه "لا يعقل أن يستمر المغرب في هذه الانتهاكات دون محاسبة" داعيا بلاده إلى "إعادة النظر بخصوص موقفها حول موضوع توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل حماية حقوق الإنسان بالإقليم". وقال إنه "لن يتم تحقيق أي شيء إيجابي بانتهاك حقوق شخص بقيمة وسمعة حيدر ولا بالتضييق على حريات بقية الصحراويين في السفر كما يبدو أن السلطات المغربية ستقوم به". وأكد أن "كون المغرب حليفا قويا للولايات المتحدةالأمريكية لا يمكن أن يعني إطلاقا تخلي واشنطن عن واجبها في حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها في الصحراء الغربية". وفي نفس السياق أعربت أكثر من 100 جمعية ونقابة بلجيكية عن انشغالها للحالة الصحية للمناضلة الصحراوية ودعت وزير الشؤون الخارجية ستيفن فناكير إلى العمل على ضمان عودتها إلى بلدها.