قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران مؤخرا ب 20 سنة سجنا نافذا ضد المتهم (س.ا) 37 سنة، لتورطه في قضية القتل العمدي التي راح ضحيتها أستاذ بثانوية بن عثمان الموعو (ر.م) 55 سنة، كما قضت المحكمة على المدعوة (ح.م) 30 سنة، زوجة المتهم، ب 6 سنوات سجنا نافذا لمشاركتها في الجناية. هذا وقد التمست النيابة العامة 15 سنة سجنا نافذا ضد المتهم الرئيسي، فيما التمست عقوبة 12 سنة سجنا نافذا ضد المتهمة الثانية. تعود وقائع القضية إلى تاريخ 30 أفريل 2009 عندما عثر على الضحية على الساعة العاشرة ليلا مرميا على الأرض وهو ينزف دما أمام مبنى الكاتدرائية، وبعدما نقل من طرف رجال الحماية لمدينة إلى المستشفى بقي تحت العناية الطبية هناك إلى غاية الساعة الثامنة صباحا أين لفظ آخر أنفاسه، وبعدها قامت الشرطة العلمية برفع بصمات الجاني، ليتم التعرف على هويته، في حين تم إعلام زوجة الضحية في نفس اليوم الذي توفي فيه، بعدما تقدمت هذه الأخيرة إلى مصالح الأمن من أجل الإبلاغ عن اختفائه، وقد تأكدت من الخبر بعدما تعرفت عليه بمصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي. وبعدها قامت الشرطة بفتح تحقيق في القضية وتم التوصل إلى الفاعلين وهما من المشردين، وهذا بعدما تم استجواب حارس حظيرة السيارات قرب مكان الجريمة، الذي صرح أنه في ذلك اليوم قام المدعو "كينغ كونغ" بالاعتداء على شخص قرب الكاتدرائية من أجل سرقة أغراضه، ونفس الشهادة جاءت أيضا على لسان الجالسين بنفس المكان، ويتعلق الامر بالمتهم (س.ا)، وقد أكدوا أن من عادات هذا الأخير الذهاب إلى مسرح الجريمة رفقة زوجته المتهمة (ح. م) للاعتداء على الضحايا، عند توقيف هذه الاخيرة اعترفت بأن زوجها يدفعها دائما إلى التسول مع ابنائها الصغار والتطفل على الآخرين، حيث تركها ليلة الواقعة بمكان الجريمة من أجل مراودة الناس فيما اختبأ بعيدا من أجل ترصد الضحايا واعتراض سبيلهم، وعندما تقدم منها الضحية أمام الباب الرئيسي للكاتدرائية انهال عليه المتهم بالضرب بواسطة صخرة كبيرة وساعدته على ذلك ثم فرت مع زوجها بعدما شاهدا الدم ينزف منه.. مؤكدة من خلال تصريحها أن زوجها هو من حرضها على استدراج الضحية، كما أردفت أنها متزوجة معه زواجا عرفيا وتقيم معه بأحد الأكواخ ويكنى ب"كينغ كونغ". عند توقيف هذا الأخير، أنكر الأفعال المنسوبة إليه جملة وتفصيلا، وقال أنه خلال الواقعة بقي بسوق المدينةالجديدة أين يتسول إلى غاية الساعة التاسعة ليلا وبعدها توجه إلى منزله ولم يغادره إلى حين تم توقيفه، حيث كذب تصريح زوجته وقال بأنها مريضة عقليا كما أنه لا يدعى "كينغ كونغ" إنما أخوه هو الذي يلقب بذلك، أما التقرير الطبي لتشريح الجثة فقد أكد بأن الضحية لحظة الوفاة كان مخمورا وقد تعرض لكسر جمجمي بواسطة سلاح غير مدبدب بالإضافة ة إلى جروح بالأذن والوجه، وهي الجروح التي تسببت فيها زوجة الجاني. أمام المحكمة، واجهت المتهمة زوجها وصوبت له أصابع الاتهام، حيث أكدت أقوالها السابقة التي تفيد بتورطه في الجريمة، فيما انكرت الأفعال المنسوبة إليها والتي تفيد بمشاركتها في القتل العمدي. أما دفاع المتهمين الذي جاء في إطار المساعدة القضائية بحكم أن الجانيين متشردان ومن فئة المعوزين، فقد ركز على عامل الفقر الذي دفعهما إلى ارتكاب الجريمة كما وجه نداء إلى المصالح المعنية من أجل تنظيف مبنى الكاتدرائية العتيق الذي يعد من المعالم الاثرية الجميلة التي تحظى بها الولاية، من المتشردين بالليل، وقد طالب بالرحمة والشفقة وتخفيف العقوبة ضد المتهم الأول والبراءة في حق زوجته المتشردة.