عندما حط لاعبو برشلونة رحالهم قبل أيام بمدينة أبو ظبي، كان شغلهم الشاغل يتمثل في الدفاع عن سمعتهم كأفضل فريق في العالم نتيجة وأداء، فضلاً عن استغلال فرصة تاريخية لا تعوض وتحقيق إنجاز غير مسبوق بإحراز سادس لقب للنادي في هذه السنة، وبالفعل، حصل الفريق الكاتولوني على ما كان يطمح إليه، حيث أمتع أنصاره وأطرب عشاق الساحرة المستديرة في مختلف بقاع المعمورة، قبل أن ينتزع لقب كأس العالم للأندية بفوز صعب على إستوديانتيسى الأرجنتيني بنتيجة 2 -1، رغم لحظات القلق والتوتر التي مرت بها المدرب غوارديولا خلال مباراة التي كانت قمة في الندية والإثارة والتنافس. صحيح أن خزانة البارصا حافلة بالألقاب والبطولات والميداليات، إلا أنها كانت تفتقد للكأس الذهبية العالمية. ففي سنة 1992، خسر نجوم برشلونة بنتيجة 2-1 أمام ساو باولو في نهائي كأس "أنتر كونتيننتال" (تم تعويضها لاحقاً بكأس العالم للأندية)، ثم عادوا ليسقطوا ثانية (1-0) أمام إنترناسيونال البرازيلي في نهائي اليابان 2006... وكعادتهم، بسط نجوم بطل "لا ليغا" سيطرة مطلقة على مجريات اللقاء، حيث أمتع داني ألفيش وتشابي هرنانديز وليونيل ميسي وزلاتان إبراهيموفيتش، كل الحاضرين، بمراوغاتهم الساحرة ولمساتهم الفنية الرائعة، ليخلقوا بذلك سيلا من الفرص السانحة للتسجيل. وفي المقابل، وجدوا أمامهم دفاعاً أرجنتينياً محصناً بشكل جيد، يقوده الحارس المتألق داميان ألبيل الذي أنقذ مرماه من أهداف محققة في أكثر من مناسبة، بعدما تقدم فريقه في النتيجة بهدف ماورو بوسيلي من كرة رأسية مركّزة في الدقيقة 37. وقبل دقيقة واحدة من انطلاق الصافرة النهائية للوقت الأصلي، أثمر الإعصار الهجومي الذي فرضه الفريق الإسباني هدف التعادل برأسية بيدرو، الذي أصبح بمثابة رجل المهام الصعبة في كتيبة غوارديولا، ليحتكم الفريقان إلى وقت إضافي شهد تفوقاً واضحاً لأبناء قلعة الكامب نو قبل أن يأتي هدف الخلاص عن طريق ليونيل ميسي. ورغم الهزيمة في موقعة النهائي، إلا أن إستوديانتيس يستحق كل الثناء والتقدير، إذ كان على بعد دقيقة واحدة من تحقيق انتصار كان أغلب المراقبين يعتبرونه من سابع المستحيلات.