بعد فوز المنتخب الغاني على نظيره البوركينابي، تأكد رسميا أن منافس الخضر في الدور ربع نهائي من كأس أمم إفريقيا، سيكون منتخب كوت ديفوار بكل نجومه وعلى رأسهم ديديي دروغبا أحسن لاعب إفريقي ونجم فريق تشيلسي الإنكليزي.المباراة التي تعتبر بالنسبة للخضر مقابلة العمر والنهائي لأبناء سعدان قبل الأوان، فالمواجهة لن تكون سهلة وكوت ديفوار من عمالقة الكرة الإفريقية الذي يرعب كل المنتخبات الأخرى، بمدربه الكبير وحيد خليلودزيتش ولاعبيه الكبار، غير أن الجزائر بإمكانها المرور على حساب هذا الفريق في لقاء فاصل الفائز به يمر إلى نصف النهائي. وصول المنتخب الجزائري إلى الدور ربع النهائي، الذي لم يكن منتظرا يعد أكبر إنجاز حققه في هذه الدورة ال27 من كأس أمم إفريقيا، وبالتالي فإن الخضر سيلعبون ضد كوت ديفوار بحظوظ متساوية، ولهذه المباراة مفاتيح حسب المتتبعين هي التي تجعل الجزائر تفوز بالمباراة وتتأهل إلى الدور نصف النهائي. الإرادة والثقة بالإمكانيات أول مفتاح أول مفتاح يفكك شفرة هذه المقابلة، الإرادة الكبيرة للاعبي المنتخب الوطني، الذين أكدوا أنهم يريدون الذهاب بعيدا في هذه المنافسة الإفريقية وبرهنوا على ذلك من خلال رد فعلهم الإيجابي بعد الانهزام في اللقاء الأول ضد مالاوي، والعودة من بعيد والخروج من المجموعات بالتأهل إلى الدور ربع النهائي بفوز على مالي وتعادل ضد أنغولا. ومن خلال تصريحات المدرب سعدان وكذا اللاعبين فإن الخضر لا يخشون أي فريق آخر، فالمنتخب الجزائري متأهل للمونديال وأزاح صاحب اللقب الإفريقي ثلاثة مرات، المنتخب المصري بإرادة كبيرة فوق الميدان ينتظر أن تكون نفسها في اللقاء القادم ضد كوت ديفوار، هذا ما سيصنع قوة الخضر. ستة أيام راحة للجزائر أفضل من 11 يوما للايفواريين استفادة المنتخب الجزائري من راحة تصل إلى ستة أيام سيكون مفيدة بالنسبة للمدرب رابح سعدان، من أجل إعادة تنظيم صفوف فريقه وتعديل بعض الأخطاء التي ارتكبت في المباريات الماضية، وهذا بعيدا عن ضغط المباريات المتتالية مما سيسمح له بالحصول على الوقت الكافي حتى يرى الأمور بوضوح ويحضر فريقه لهذا الموعد المهم، هذه المدة التي يقضيها المنتخب الوطني بعيدا عن المنافسة، ليست كبيرة مقارنة بمنافسه الإيفواري، الذي سيبقى مدة 11 يوما حتى يعود إلى الملعب، ما من شأنه أن يفقد تركيز لاعبيه وخروجهم عن الموضوع، الأمر الذي على رفقاء زياني استغلاله من أجل تفكيك الشفرة الثانية للمباراة. منع دروغبا من اللعب يكسر بقية اللاعبين قوة الفريق الإيفواري كما يؤكد عليه المتتبعون وكذا التقنيون، تكمن في قوة هجومه الذي يقوده كل من ديديي دروغبا، كالو وكادر كايتا... والخطر يكون من خلال تحركات دروغبا، الذي يعد أحسن لاعب في الفريق وبالتالي فكل اللعب مبني عليه، وبما أنه يعد القوة الضاربة للمنتخب الإيفواري فتشديد الرقابة عليه ومنعه من اللعب بحرية فوق الميدان، من شأنه أن يكسر من هجمات الإيفواريين ومن عزيمتهم فوق الميدان، فكل من شاهد المباراة التي لعبها كوت ديفوار ضد غانا، يرى بوضوح أن كل اللعب كان يبنى على مهاجم تشيلسي، فهذا ما سيكون مفتاح الشفرة الثالثة في هذه المقابلة المنتظرة، فدفاع الجزائر أبدى قوته بحليش وبوقرة ولعيفاوي وبلحاج،الذين شلوا مهاجمي مالي ووقفوا الند للند أمامهم، إضافة إلى عنتر يحيى العائد والذي سيدعم هذا الخط وسيساعد على كسر هجمات الفيلة. إجراء تغييرات في خط الهجوم المفتاح الرابع إن كانت قوة الفريق الإيفواري في هجومه، فإن دفاعه ليس قويا ما من شأنه أن يخلق مشاكل كبيرة للمهاجمين، كما ظهر في اللقاء الذي لعبه ضد منتخب غانا، وبهذا فإن هذا الخط سيكون الشفرة الرابعة، التي سيسعى سعدان إلى تفكيكها في هذه المباراة التي ستجمع الفريقين، ومن أجل ذلك على المدرب الوطني إيجاد الحلول اللازمة في خط هجوم فريقه قبل اللقاء، فلديه الوقت الكافي من أجل ذلك خصوصا وأن هجوم الجزائر أظهر ضعفه في هذه الدورة من كأس أمم إفريقيا، والذي لم يسجل أي هدف خلال 270 دقيقة، لأن الهدف الوحيد الذي سجل ضد مالي كان عن طريق المدافع حليش، وحتى الهدف الذي سجل في أم درمان ضد المنتخب المصري جاء أيضا من طرف مدافع آخر، عنتر يحيى، في حين يبقى مهاجمي الفريق صائمين عن التسجيل، فقد لاحظنا أن إقحام غزال كرأس حربة لم يجد نفعا كون أن هذا اللاعب وخلال المباريات الثلاثة في هذه الدورة من كأس إفريقيا لم يكن فعالا، ولهذا على سعدان إحداث التغيير المناسب لإعطاء انتعاش أكثر في الخط الهجومي للخضر، من أجل الفوز على كوت ديفوار، كون أن هذا الفريق الذي يلعب بريتم سريع، إن لم يسجل عليه فإنه سيكسب ثقة كبيرة في نفسه ويرمي بكل ثقله في الهجوم. ولا يخيف فريق كوت ديفوار المنتخب الجزائري، الذي عليه فقط أن يلعب بإرادته المعهودة دون حسابات وأخذ مفاتيح المباراة بعين الاعتبار.