يلتقي اليوم منتخبا أنغولا وغانا في مباراة تبدو مثيرة للغاية، حيث سيحاول كل واحد منهما المرور عن جدارة إلى الدور نصف النهائي من كأس أمم إفريقيا.ويتوقع الفنيون والاختصاصيون أن يكون اللعب في هذا اللقاء مفتوحا وربما سيشهد أهدافا كثيرة ما دامت المنافسة على هذا المستوى تقضي بالإقصاء المباشر، وهو ما قد يرغم مدربي التشكيلتين على اعتماد النزعة الهجومية.وسواء أنغولا أو غانا، فإن كل واحدة منهما تحضر في هذه الدورة بتشكيلة شابة يشارك الكثير من لاعبيها لأول مرة في نهائي كأس أمم إفريقيا وهو ما سيجعل من الصعب جدا تحديد الفائز في هذه المواجهة. إلا أن هناك من الأمور البعيدة عن المستوى الفني ما تجعل أي فريق أقرب إلى النجاح منها عامل الملعب والجمهور الذي يعول عليه كثير ا الأنغوليون في هذه المباراة لكسب تأشيرة المرور إلى الدور نصف النهائي حيث سيحظى رفاق فلافيو بتدعيم كبير من المشجعين المحليين لوقف طموحات الغانيين.
فلافيو، الورقة الرابحة في خطة خوزيه مانويل
وستلعب أنغولا مباراة اليوم بتشكيلة مكتملة حيث سيستعيد المدرب خوزيه مانويل صانع اللعب الهجومي فلافيو المعروف بحاسيته الكبيرة في التهديف وبقدرته على خلق الفرص لزملائه بفضل تحركاته السريعة التي عادة ما تحدث فجوات كبيرة في دفاع المنافس، حيث ينتظر أن يشكل هذا العنصر خطرا دائما على الخط الخلفي الغاني رفقة زملائه في الهجوم بيدرو مانتيروس ومانتشو وموريتو الذين لا زال الجميع يتذكر الطريقة التي استعملوها لنسف دفاع مالي في المباراة الافتتاحية حيث تلقى هذا الأخير في شباكه أربعة أهداف كاملة. إلا أن المدرب الانغولي، رغم إدراكه بقوة خط هجومه لا يريد التفريط في ترك خطي الدفاع والهجوم بدون فعالية فوق أرضية الميدان حيث يرى من الضروري أن يكون جميع لاعبيه على دراية من خطورة المنافس الغاني حيث قال في هذا الصدد: استعددنا جيدا لهذه المواجهة التي لا نريد أن نخيب فيها الجمهور الانغولي. جاهزية لاعبينا من الناحية البدنية والتركيز متوفرة بعد أن درسنا نقاط قوة وضعف الفريق الغاني، وهو ما يسمح لنا بوضع خطة تكتيكية مناسبة وكفيلة باجتياز عقبة الدور ربع النهائي". وجدد خوزيه مانويل رغبة تشكيلته في تعويض خيبة الإقصاء من تصفيات المونديال، قائلا أنها جاهزة لتحقيق نتيجة أفضل من تلك التي حققتها في دورة 2008 بغانا حيث انتهت أحلام فريق "السناجب" في الدور ربع النهائي. أما في الجهة المقابلة، فسنجد فريقا غانيا يريد إثبات تواجده مجددا على الساحة الإفريقية وكله أمل في أن يصل إلى الدور النهائي الذي لم يبلغه منذ سنة 1978 التي انتزع فيها آخر لقب قاري له.
المهاجم إيسيان، الغائب الكبير
ولا زال المنتخب الغاني يعتبر من بين أقوى المرشحين للفوز بلقب الدورة الحالية رغم انهزامه بنتيجة ثقيلة أمام كوت ديفوار لكنه استطاع أن يمر إلى الدور الثاني عقب انتصاره على حساب بوركينا فاسو. ويؤكد الانصار الغانيين ان تشكيلتهم كانت ستكون قوية أكثر في دورة أنغولا لو لم يغب عنها اللاعبيون الأساسيون منهم بشكل خاص جون مانساه وجون بانتسيل وستيفن ابياه. وقد زاد من حدة هذا الغياب انسحاب صانع الألعاب إيسيان الذي تعرض لإصابة ضد كوت ديفوار أقصته من مواصلة المنافسة بانغولا. ورغم غياب كل هؤلاء اللاعبين، لا زال المدرب رافيتش يحتفظ بمجموعة شابة يعول عليها كثيرا للإطاحة بانغولا في عقر دارها وهو الذي قال عقب الفوز على بوركينا فاسو ان غانا لم تبين بعد وجهها الحقيقي وانتظروها في الأدوار القادمة.