عاد صباح أمس، المنتخب الوطني لكرة القدم إلى أرض الوطن من انغولا، حيث شارك في الدورة النهائية لكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم في طبعتها ال 27. وقد خص المنتخب الوطني بطواقمه الفنية والطبية والإدارية باستقبال رسمي، حيث أبى الوزير الأول السيد احمد أويحي إلا أن يكون على رأس مستقبليه باسم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، إلى جانب أعضاء من طاقمه الحكومي يتقدمهم وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد يزيد زرهوني ووزير التضامن الوطني والعائلة والجالية الوطنية بالخارج السيد جمال ولد عباس، فيما عاد على رأس البعثة وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار، بعد ان تابع المباراة الترتيبية بين المنتخب الوطني ونظيره النيجيري أول أمس بلواندا، والتي عادت لصالح هذا الأخير بهدف لصفر. وقد نوه السيد احمد اويحيى بحصيلة المنتخب الوطني في هذه الدورة، مشيرا بأن هذا المنتخب قد برهن على انه يبقى قادرا على تقديم المزيد من النتائج الكبيرة. ولم يخف السيد أحمد اويحيى إعجابه بالمنتخب الوطني واصفا إياه بالمنتخب الكبيرالذي شرف الجزائر وأهدى الشعب الجزائري الكثير من الأفراح. وقد تميزت الأجواء عند مدرج الطائرة وفي الرواق المؤدي إلى القاعة الشرفية حيث استراح اعضاء البعثة الكروية الجزائرية باحتفالية كبيرة، أعطت الانطباع على ان الجزائريين فخورون بمنتخبهم الذي أدى مشوارا طيبا في هذه المنافسة القارية، خاصة وان نتائجه فاقت كل التوقعات وكاد ان يصل الى آخر مطافها لولا المكيدة التي دبرت له مع الحكم البينيني كوجيا كوفي الذي كان له الدور الكبير في إقصاء مقاتلي الصحراء أمام المنتخب المصري في مباراة الدور نصف النهائي، التي أكملها بثمانية لاعبين بعد طرد ثلاثة من أهم ركائزه في الخط الخلفي حليش، بلحاج، والحارس شاوشي. اما خارج القاعة فقد كانت الاجواء حماسية، حيث تنقل المئات من الانصار من كل الفئات منذ الصباح الباكر، وهتفوا مطولا لعناصر المنتخب الوطني ورددوا شعاراتهم المفضلة التي أصبح لها رواجا كبيرا في مختلف ملاعب العالم لسهولة نطقها ودلالة معانيها التي تتغنى بحياة الجزائر، كما أخرج العديد من الانصار بطاقات حمراء على شكل قلب تعبيرا على الحب الذي يكنه الانصار لمنتخبهم، وكم كان اللقاء حارا بين هؤلاء الأبطال الذين تأثروا برومانسية المشهد بين الجماهير التي كانت تعبر بصدق عن تعلقها بمنتخبها وبلاعبيه وبطاقمه الفني بقيادة السيد رابح سعدان، الذي أصبح هو الآخر يحظى بمكانة خاصة في نفوس أولئك الذين هتفوا بإسمه ورددوا الشعار المعروف .. جيش شعب معاك يا سعدان. رابح سعدان: منتخبنا كان ضحية حكم سيء والفراعنة لا يستحقون الاحترام وعلى الهامش سألت "المساء" المدرب رابح سعدان الذي أسعده كثيرا حماس الجمهور الذي أحتضن منتخبه بحرارة كبيرة وعبر عن امتنانه للجماهير التي انتقلت أيضا الى لواندا وكانت سندا للمنتخب الوطني، لكنه تأسف للذي حدث أمام مصر في مباراة نصف النهائي، حيث قال كنا نأمل في إسعاد كل هذه الجماهير، لكن الدور السيئ الذي لعبه حكم المباراة المتحيز لصالح الفراعنة، أفسد علينا فرحتنا الكبيرة، مشيرا بأن الفراعنة لا يستحقون الاحترام. اما بخصوص الحصيلة التي عاد بها المنتخب فقد اشار سعدان بأنها إيجابية ومشجعة، لأن الدور نصف النهائي كان فوق سقف التوقعات التي راهنا على بلوغها، وفي هذا الصدد أشاد بلاعبيه الذين قال عنهم: لقد لعبوا بشجاعة كبيرة رغم كل التحديات والظروف المناخية الصعبة والكولسة التي حرمتهم من تحقيق ما يسعد الجماهير. غزال: مشوارنا جيد وما ينتظرناسننجزه بعزيمة أكبر أما اللاعب عبدالقادر غزال فقد تفاجأ للاستقبال الحار واعتبره حافزا له ولرفاقه الذين أبلوا البلاء الحسن في الدورة وقال "كم تمنيت لو عدنا بالتاج الافريقي، خاصة واننا كنا على بعد مباراة منه، لكن ما حدث تعرفونه جميعا، لأن مباراتنا مع مصر لم تكن متكافئة من حيث العدد وحتى من الناحية البسيكولوجية بعد الطرد الذي تعرض له ثلاثة من لاعبينا من قبل الحكم. غزال قال معلقا على حماس الجمهور الذي كان في استقبال المنتخب الوطني "ان مثل هذه المظاهر لا يحظى بها عادة إلا الأبطال، وكل هذا التشجيع يبقى دينا في رقابنا، لابد من تسديده". صايفي: المنخب الوطني أدى ماعليه كما أبدى صايفي سعادته بحرارة الاستقبال الرسمي وحفاوة الترحاب الجماهيري مؤكدا بأن المنتخب الوطني أدى ما عليه، لكن عندما تدخلت حسابات أخرى حدث الذي حدث، وهو ما يحز في نفوسنا كلاعبين وطاقم فني، لأن المكيدة التي نصبت لنا قد اغتالت حلم هذه الجماهير التي تبنت المنتخب واصبحت تؤمن بقدراته في الذهاب بعيدا. وكرر صايفي نيابة عن زملائه أسفه الشديد للعودة بالمرتبة الرابعة فقط في منافسة لم يكونوا بعيدين عن لقبها لولا الذي دبر لهم مع الحكم كوجيا الذي يبقى سيء الذكر كلما عادت برفاق صايفي ذكرى بانغيلا . للإشارة ان البعثة الكروية الجزائرية عادت على متن طائرة خاصة مرفوقة بمجموع الصحافيين الجزائريين الذين غطوا مباريات منتخبنا في الدورة.