وصف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الدورة العادية العاشرة لقمة الاتحاد الافريقي التي اختتمت أشغالها أول أمس بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا بالناجحة، وأنها برهنت على قدرة القادة الأفارقة على ضمان السلم وتحقيق التنمية· ووجه الرئيس بوتفليقة لدى عودته الى الجزائر بعد اختتام اشغال القمة رسالة إلى الوزير الأول الاثيوبي السيد ميلاس زيناوي نوه من خلالها بجهوده ومساهمته في انجاح أعمال الدورة العاشرة·وأوضح في الرسالة أن النتائج التي خرجت بها القمة تشكل "برهانا على تجند افريقيا وعلى ما يحدو قادتها من إرادة سياسية لضم جهودهم من أجل ضمان استتباب السلم والاستقرار الدائمين في سائر ربوع القارة الافريقية وتعزيز أركان التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تتوق إليها شعوبها"· وكانت القمة العاشرة للاتحاد الافريقي انتهت أول أمس بإلتزام القادة بتسريع وتيرة التنمية الصناعية من خلال اعتماد سياسات وبرامج لتحويل الموارد الطبيعية الى منتجات ذات قيمة مضافة، وشددوا على ضرورة تكثيف جهود الجميع من أجل احتواء كل بؤر التوتر التي تعرفها بعض دول القارة لتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق برامج التنمية· ومن جهة أخرى وفيما يتعلق بالعلاقات الجزائرية - الاثيوبية أكد الرئيس بوتفليقة في الرسالة أن الحفاوة والاستقبال "الأخوي الحار" الذي خصص له وللوفد الجزائري يعد خير برهان "على جودة علاقات الصداقة والتعاون والتشاور والتضامن" التي تجمع الجزائر وأثيوبيا·وجدد رئيس الجمهورية في السياق حرصه وعزمه على "مواصلة وتعميق الحوار والتشاور السياسيين" بين البلدين·واختتمت أشغال القمة العاشرة لرؤساء الدول والحكومات للإتحاد الافريقي أول أمس السبت بالتأكيد على جانبين، الأول يتعلق بالأمن والثاني بالتنمية· فالبنسبة للشق الأمني فقد جدد القادة النداء من أجل تفضيل الحوار بين الاطراف المتنازعة كخيار استراتيجي لمعالجة سلمية لجميع النزاعات التي تثقل كاهل القارة·وفي هذا الشأن ندد المجلس "بشدة" بالهجوم المسلح الذي شنه المتمردون التشاديون على حكومة الرئيس إدريس ديبي، وعدوا للشروع حالا في حوار "بناء" بين الطرفين· وكلف الإتحاد الافريقي الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو وقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي بإجراء اتصالات مع الطرفين في خطوة لإيجاد حل لهذه الازمة عبر اقناعهم بضرورة الجلوس الى طاولة الحوار· وجاءت خطوة القادة الأفارقة لتؤكد إلتزام الاتحاد الافريقي بالخيار الديمقراطي في قيام الأنظمة، ورفض الاستيلاء على الحكم باستعمال القوة ولغة السلاح، وأعلن أنه لن يعترف بأي حكومة تقوم على أساس انقلاب عسكري· وعبر الاتحاد الافريقي صراحة عن رفضه لكل تغيير مخالف للدستور ودعا الحكومة التشادية والمتمردين الى الكف عن توظيف القوة·ومن جهة أخرى، أعرب الاتحاد عن انشغاله "العميق" إزاء الوضع السائد بكينيا، وعبر عن أسفه للخسائر البشرية المسجلة وانتهاكات حقوق الانسان المرتكبة في هذا البلد·وكانت الازمة الكينية اندلعت شهر ديسمبر الماضي على خلفية رفض المعارضة التي يقودها رايلا أودينغا لنتائج الإنتخابات الرئاسية التي افرزت فوز مواي كيباكي بها، مما ادخل البلاد في دوامة من العنف اسفرت عن مقتل أكثر من 1000 شخص، وتشريد 250 ألف آخر· وبخصوص أزمة دارفور، أعرب القادة الأفارقة عن ارتياحهم لاطلاق عملية القوات المشتركة للاتحاد الافريقي والأمم المتحدة، وشجعوا تعاون الحكومة السودانية مع الإتحاد الافريقي والهيئة الأممية بغية استكمال نشر القوة المشتركة في اسرع وقت· وعلى الصعيد الاقتصادي والتنموي جدد القادة الأفارقة التزامهم بتسريع وتيرة التنمية الصناعية، ودعم الاستثمار قصد التخلص من حالة التخلف والتبعية للضفة الشمالية، وألحوا على ضرورة الاستغلال الجيد للثروات بما يعود بالفائدة على الشعوب· وانصبت مداخلة الرئيس بوتفليقة خلال القمة في هذا السياق على أهمية تعزيز الشراكة بين البلدان الافريقية من أجل تقوية الديناميكية الداخلية للنمو· وشدد كذلك على أهمية تنمية الصناعة في الوقاية من تقلبات الدهر، باعتبارها وسيلة مثلى لدعم مسار نمو مستدام·