دعا أمس المشاركون في الملتقى الدولي الشيخ الشهيد محمد بوسليماني الذي حمل شعار "الوسطية والشباب .. مسؤولية وتطلعات"، بفندق الرياض بسيدي فرج إلى تكريم شخصية الشهيد محمد بوسليماني عرفانا بمناقبه الجليلة، حيث قدم حياته تضحية للوطن كونه انتهج طريق الاعتدال في الدعوة إلى الإصلاح ورفض إصدار فتوى تجيز استباحة دماء العزل من الجزائريين في أوج الأزمة الأمنية، وقد قتل الشهيد من طرف أيادي الغدر في بداية 1994 . وقال السيد مصطفى بلمهدي بمناسبة إحياء الذكرى ال17 لرحيل رمز الوطنية والانتماء إلى العقيدة الإسلامية الشهيد محمد بوسليماني، أن المناسبة أريد منها أن تكون لإبراز مبادئ ودروس الفقيد التي اتسمت بالنظافة والصلاح، عن طريق الحوار ومعالجة الملفات الساخنة بأعصاب باردة، ونشر الفكر السليم في أوساط الشباب حتى لا يذهب ضحية انزلاقات سياسية تؤدي بمستقبله إلى الهاوية، فضلا عن ضرورة تأمين العيش الكريم وتوسيع دائرة التكافل الاجتماعي، مشيرا الى أن بوسليماني كان رمزا حقيقيا للداعية المعتدل والوسطي حيث جاب كل الوطن لنشر رسالة الإسلام الحق، والأكثر من ذلك اشتغل كثيرا مع الشباب للحفاظ على ميراث الشهداء في حب الوطن. وأوضح بلمهدي أن الشهيد بوسليماني كان يلح على البداية الصحيحة للتغيير والمتمثلة في القناعة والإيمان ثم الالتزام بمنهجية التغيير، وأن القدوة الإصلاحية تبدأ من الفرد لتسير على محطات المجتمع والنخبة والمثقفين ثم الرأي العام، واعتبر مبادئ أول نوفمبر بمثابة حصن للأفكار المنحرفة، كما تطرق المتحدث إلى مكانة القضية الفلسطينية في نضال الرجل، حيث كان يعتبر تحرير فلسطين بمثابة تحرير للأمة الإسلامية وأن القضية قضية دين وليست قضية تراب فقط. يذكر أن الملتقى حضره 550 مشاركا، فمن فلسطين حضر محمد نزال أحد قياديي حماس، محمد شاويش من السودان، محمد الصغير ممثل عن حركة العدل والإحسان بالمغرب، ويهدف الملتقى إلى إبراز معاني المنهج السلمي في التبليغ وإبعاد الشباب عن منهج العنف، والعمل على بث الأمل في نفوس الشباب للعزوف عن مختلف الآفات الاجتماعية بما في ذلك الهجرة السرية والسرقة، ويتناول الملتقى العديد من المحاور على غرار: التربية الروحية، الشباب بين فكر الانهزام والانحراف في الالتزام، الفكر الغربي والتأمر الاستفزازي لشباب الأمة وغيرها من المحاور سيقدمها ثلة من العلماء.