أجمع عدد من العلماء والمثقفين على أهمية العمل على الترويج لفكر الوسطية والاعتدال ومحاربة الفكر المتطرف لدى الشباب، وتفعيل الوسطية التي يعد محمد بوسليماني من أبرز روادها، كما أكدوا على ضرورة أن يجتمع الدعاة والعلماء والمثقفين على اعتبار الجزائر أمة صلح وليست أمة فتنة. وأكد عبد الرزاق نسوم عن جمعية العلماء المسلمين في تدخله خلال الملتقى الدولي حول الشهيد محمد بوسليماني، أمس بفندق الرياض في العاصمة، على ضرورة إعادة النظر في منهاج التعامل مع الشباب وحتى الأطفال، معتبرا أن الشباب يعاني من أزمة غُلوّ في الدين وغُلوّ في معاداة الدين. وأضاف المتحدث أن أزمة الانتماء هذه سببها الفشل في إعداد الشباب إعدادا كافيا لتحمل المسؤولية، وهو ما يتطلب حسبه إعادة النظر في منهاج التعامل مع الأجيال الصاعدة تفاديا ل”الفتنة” التي عصفت بالجزائر لسنوات طويلة. وفي ذات السياق أكد على الأهمية القصوى لدور المؤسسات التربوية انطلاقا من دور الحضانة في صنع جيل سوي، وهو ما قاسمه فيه الرأي رئيس حركة الدعوة والتغيير مصطفى بلمهدي، الذي دعا إلى ترقية المنظومة التربوية وحمايتها من الانحراف والانحلال في إطار احترام المبادئ الإسلامية. كما أكد عبد الكريم الباغي ممثل الزوايا على ضرورة تفعيل الوسطية والاعتدال، وهو الدور الذي لابد أن يضطلع به المفكرون والدعاة والعلماء على حد سواء، واستدل بما حدث خلال السنوات الأخيرة من إرهاب وتقتيل والذي كان محمد بوسليماني أحد ضحاياه، قائلا “ليس الاستشهاد بالتفجيرات وتخويف الناس ولكن الاستشهاد في الحفاظ على حياة الآخرين”، مشيرا إلى موقف الشهيد محمد بوسليماني الذي فضل الموت على استباحة دماء الجزائريين. وقد التقى رفقاء الشهيد ومن يتبنون فكره في وقفة أكدوا خلالها على ضرورة الحفاظ على فكر الوسطية والاعتدال ولكنهم استنكروا تجاهل السلطات لمثل هذه الرموز. ودعا مصطفى بلمهدي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى التفاتة تكريمية للشهيد من خلال تسمية مرفق عمومي أو مؤسسة تربوية مثلا باسم محمد بوسليماني حتى لا يجهله الجيل الصاعد ويكون بمثابة العرفان لما قدمه من جهود في الدعوة إلى الوسطية.